السبت، 2 مارس 2024

أجمل مشاهد ومشاعر الكون

موضوع يبدو كفقرتين منفصلتين لكنه فقط ظاهر وباطن.

لم يسمحوا لا بإسلامي ولا بغيره.. قدمنا نظريا وواقعا تاريخيا نموذج تعايش وحوار، ووجهة لدولتنا ككيان.

تعرضنا لهزيمة وعدنا عبر ماضينا.. ليست هذه هي المشكلة، بل تغير فهمنا هوالهلكة لو لم نفق.

كنا نتخاطر على مستوى الفرد والكيان: 

من أجمل مشاهد ومشاعر! الكون رجل أو امرأة! يعلم أنه لا أحد يراه وأنه لن يحكي لأحد ما كان..  يعمل ما ينبغي عليه! مستقيما نقيا غريبا تقيا، والأكبر أنه لا يرى نفسه هو.. ولا يقيم لها وزنا في المشهد والحسبان.... 

 

يقوم بكل معاني القيام.. كائن مؤمن غال عند مولاه، رأى آثار النور والجلال ففني عن نفسه كما يقال، ونسيها.. سمت روحه فهانت عليه جوارحه في الحياة الدنيا في سبيل الرضوان لما يستشعر من بهاء الحق.

 

 رجل لا يستكثر فعله.. لعله من المقربين، (قليل من الآخرين) .. هؤلاء (السابقون السابقون) سابقون رغم أنهم - فيما يبدو للناظرين- ربما في كهوف أو زنازين، أو حفر يدرعون بها أو في صحار قفار ووديان، أو حتى في زحام يزهدون فيه أوثراء لا يأبهون به، ليلهم قناديل شوق ونهارهم على السروج فرسان بيدهم ولسانهم ومقدراتهم ويدفعون غاليا يسترخصونه من محيطهم وحيواتهم وسمعتهم ومستقبلهم كما فعل أهل المدينة وعزموا عزمتهم ... هذا آخذ بعنان ذاته على متن مركبه خفيفا أو ثقيلا ببدنه وماله، أو هو ساجد عاكف لا يراه أحد ولا يعرفه أحد، ويخشى على قلبه أن يراه أحد أو أن يرى غير ربه.. وذاك يصدح ويشدو ولا يبالي. وثالث يصنع ويغرس ورابع ينبل من يسدد للظلم سهمه وخامس يسقي الماء..

 خصمك لا يخفى عليه.. فعمن تخفي.. 

هذا يبين لماذا ينبغي وضوح رايتك وأنك لا تريد فقط بلدا مستقلا بل فوقه لواء العز .. رغم أن هذا يصفك بالتخلف وذاك بالتطرف وهنا من يزايد عليك..

 

ربما لأن كلامك هو ما يبقى من تجربتك. ماذا كنت تريد بالضبط وليس عنوانه.. بيانك هو أثر لمن يكمل.. قمت لتكون كلمة الله هي العليا و ليس الأرض فقط، بل توحيد حقيقي ... وضوح للوجهة والدافع والغاية... يقبل من يقبل لكن هذا هو مرادك.. تشريع ناظم بمعنى الربانية حقا، رحمة وخير ورأفة ، مرجعية حكم عليم خبير،  مصدر تدبير وقضاء، صبغة اقتصاد وهوية حضارية، وإطار قيم وثقافة تهذب الإعلام، ليس فقط لافتة، بل جملة عقائد معلنة مصانة، وصيانة لجوهر العبادات والشعائر بكل سبيل ، وخضوعا في نظم المعاملات واللوائح.. تضمين الأخلاق في مناحي الواقع.. قرآن كمرجع فوق دستوري يستمد منه مفهوم ضابط للقوانين وللتعزيرات.. 

هذا التذكير لأن الثمن المدفوع غال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق