الثلاثاء، 28 مارس 2023

مع القرآن الكريم في رمضان كيف نتدبر

بما أنك لن ترى آية تخاطبك باسمك يا فلان بن فلان، وتحدثك عن المشهورين الحاليين وعن المحيطين بك بأعيانهم وهوياتهم ومعرفاتهم.... فيكفيك /مثلي ومثلكم كمثل كذا .. فمن ممن حولك يصلح مثالا لفرعون! ومن يشبه الرجل المؤمن! ، ومن مثل قارون.. ومن متخبط كبني كذا.... هكذا... وكان هذا من غرض تكرار التلاوة أن تقارنها بالأفكار، وأن تتمثل الأحداث والمشكلات فلا تغرق تحت ضغط اللحظة.




.. وأن تدرك المرحلة ولا تبتئس! ودوما تتذكر السنن الربانية الفاعلة المهيمنة، وتتذكر الغيب القادم في الدنيا والآخرة، و تفوض إلى صاحب العلم المحيط والأعمق، والتدبير الشامل والأمثل، والخبير بالخفايا وبالنوايا، وبالماضي الذي لم يحصر ولم يحضر، وهو من يقدر ويقضي بحكمة أوسع وأعلى من قليل علمنا ودرايتنا، ويهيء بتدبير أكبر من كل كبير تراه..



... أنت تكرر الآيات وعليك استحضارها على مدار الساعة، كما كانوا يعيشون بها ومعها..


تدبر تفسيرها لكي تسمي الأمور بأسمائها الحقيقية، ولكيلا تنسى الجوهر والنتيجة القادمة أمام ضغط وبريق الصورة الظاهرة، وأمام تكرار اللافتة المزورة أو وخز الوجع العابر ... فمن يحقنك بإبرة ويجري لك جراحة بعلم وأمانة هو طبيبك وليس عدوك، رغم أنه يؤلمك ويعطلك حينا... ومن يقول لك كل من الشجرة المحرمة، ومن يزيف لك الدين ويجعله لعبا ولهوا، ومن يسفه تاريخك ويحشوك تفاهة لذيذة سامة... هذا هو خصمك... وقس على ذلك.




ببساطة أنت ومن حولك مذكورون في القرآن، يضرب الله تعالى الأمثال لتفهمها ولتنزلها على واقعك فتحدد المشاعر الصحيحة، وتتصرف كما يليق ..


يشبه لك النبي صلى الله عليه وسلم الأحوال ويقربها لتنجح حين تقابل أمثالها، ويأمرك بالتمسك والحرص على ما ينفعك وعدم اليأس ولا التكاسل أو التخاذل...





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق