"الرسالة الكاملية" يعتبر كتابا حديثا حتى بمعاييرنا، ويتضمن حوارا عقليا راقيا وسابقا لزمانه في السرد والنقد، واسمه الرسالة الكاملية في السيرة النبوية.. وهو يعرض العقيدة والنبوة على شكل قصة وحوار يحكيه شخص اسمه "فاضل" عن خير البشر المسمى "كامل".
الكتاب يبين فيه المعالم بعمق فكري يرد فيه على بعض فلاسفة اليونان ردا منطقيا برهانيا، وحجاجه تأسيسي في طريقة الوصول للحق معهم، و يرد في هذا الجانب على ابن سينا وابن طفيل، بتصويب لبعض كلام المتكلمين، وهو يتفكر ويتدبر في البدهيات والمسلمات بالحجج والبراهين ولغة القوم بعد التأمل حول الدين ومقام النبي صلى الله عليه وسلم وطرق الوصول، وتعتبر تصويبا عمليا منه ومعارضة للقصة الشهيرة (حي بن يقظان) ، بقصته (فاضل بن ناطق يحكي عن كامل) ..والأولى شرحت وأعيد كتابتها.. وأما رسالة ابن النفيس تلك فلم تنل شهرتها..
.. فيها باب عن سنن الاجتماع نظريا وعمليا تطبيقا على أحوال عصره، قال بعض من قدم الرسالة ما معناه أنه قد مهد فيه وزرع فسيلة بسيطة قبل ابن خلدون وعمله الضخم..
الرسالة مميزة وغير مألوفة وأولى بالعناية بدل تكرار بعض الطبعات من غيرها، ولعل أحدا يتحمس ويقرب ويهذب الرسالة ويعيد كذلك تقديمها بصيغة مختصرة وتعقيبات تناسب ما جد من معارف وما استحدث من فتن وقضايا تحتاج علاجا.
قام ابن النفيس بالتأليف في علم الحديث كذلك وله مخطوط بعنوان : «مختصر في علم أصول الحديث» وألف كتبا أخرى لم تصل إلينا ، ككتابه شرح التنبيه في الفقه للشيرازي..
للمزيد عنه يمكن الاطلاع على عيون الأنباء وروائع تاريخ الطب والأطباء وعلى مقدمة الرسالة الكاملية للأستاذ عبد المنعم عمر بتحقيق فضيلته، وفيها تفصيل وافر.. وأما طبعة مايرهوف للكتاب فقد بين الأستاذ أسباب التوجس من تحقيقه في تقدمته لتعصبه وتحامله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق