الحيوانات الضوئية.. وزراعة الأعضاء.
هذا موضوع ملهم جدا، وعجيب جدا، ويستحق التدبر أكثر، ولا يسعني ذكر أوجه التسبيح فيه ولا الإيحاءات، لكن خشيت أن يؤجل فينسى..
لعلك تعلم أنه تم اكتشاف حيوانات لا تأكل اللحم والعشب، بل تقوم كالنبات بالتمثيل الضوئي من ضوء الشمس والغاز المحيط...
وتم اكتشاف أن بعض الحيوانات تسكنه خلايا نباتية تصنع له السكر، وصارت هي منه، هو بيتها وهي طاهية طعامه بشكل أو بآخر .. كيف تتعايش داخله ومتى نسقا العلاقة وتعارفا وتوافقا.. .
والأعجب أنه تم اكتشاف حيوان رخوي يشبه الحلزون لكنه بلا قوقعة، ولم يجدوا داخله هذه الخلايا النباتية.. بل يقوم هو باستعارة العضو الخلوي نفسه... يأخذ الجزء الدقيق الخاص من داخل الخلية النباتية "البلاستيدات"... ويزرعه داخل خلاياه هو في... عملية زرع أعضاء مذهلة... أو زرع عضيات داخل خلاياه! .. وتستغرق الجراحة عدة أشهر .. ويصبح بعدها هو كائنا ضوئيا...
وقف العلماء أمام كائن حيواني لكنه يصنع غذاءه بجمع ما رزق به من ضوء الشمس والجزيئات كأنه نبات.. ولما فحصوه زادت الدهشة لأنهم وجدوا داخله خلية نباتية... ليسا حيوانين.. فالأمر ليس بهذه البساطة.. وهناك مثال للشعاب المرجانية بالبحر الأحمر بداخلها طحلب وحيد الخلية zooxanthellae..
ونقف أمام السؤال الآخر الدائم مع كل كائن من أول بناء العش للهجرة وكل شيء .. من علمه هذا.. وكيف امتلك قابلية التعلم.. وكيف امتلك قابلية توريث ما تعلم على مستوى الجينات..
وضع الكائن البحري الهلامي لسنتين في حوض السمك ولم يوضع له طعام الأسماك... سنتان ولا زال حيا.. ولا يأكل إلا بتصنيع السكر من ضياء الشمس..
بعض الديدان المفلطحة يأخذ هذه الخلايا الجديدة جاهزة من قنديل البحر ويستعملها هو.. وبعضها يأخذ حتى خلايا اللسع منه ويستعملها!.. ومن أدراه..
ولكن... ليست المادة الخضراء فقط في كل نوع من التي تجري الجراحة، بل برز سؤال أعجب، هو أن بعضها ازرق، ولم يتسن عمل ورقة بحثية عن هذا لفهم هذا النوع، مجال الرخويات البحرية لا زال بكرا..
بعض هذه الرخويات تتبعوه لرؤية كيف تصل له الخلايا سليمة ويأخذ العضو الدقيق المطلوب، ولم يتسن سوى رؤية الجزء الأول ، لديها سن واحد صغير وخاص بالجراحة ، وتقوم بإحداث ثقب صغير في الطحالب. ويأخذون بعض هذه المحتويات ويهضمونها. لكن البعض الآخر ، البلاستيدات الخضراء لا تفتتها ولا تذيبها بل تزرعها داخل خلاياها . Kleptplasty. كيف تعرفها وتصنفها وتعزلها وتفصلها سليمة...
المسار الهضمي المصور يوضح الأنابيب الهضمية لهذه الحيوانات وهو مسار متفرّع للغاية. ويذهب في العديد من الاتجاهات المختلفة، وفي نهاية هذه الفروع بعد الفرز والفصل تجد الأكياس المحملة بالبلاستيدات الخضراء. تجدها كثيفة لدرجة أن هناك عددًا أكبر من البلاستيدات الخضراء في تلك الخلية مما قد تجده في الطحالب نفسها.
أخذت هذه الحيوانات دورا في عملية التمثيل الضوئي ، بل صار بعض الخلايا يشبه الأوراق نوعًا ما!
وكيف يفعلون ذلك؟
لا يكفي أخذ بلاستيدات خضراء ولصقها داخل الخلية لتصبح قادرة على عملية التمثيل الضوئي. تحتاج البلاستيدات الخضراء إلى أشياء توفرها لها الطحالب، ولا ينبغي أن تكون الحيوانات قادرة على فعلها مثلها.
يقول الباحثون
.. هذه الحيوانات قادرة على صنع الكلوروفيل ، وهو أحد المواد الكيميائية اللازمة لحدوث عملية التمثيل الضوئي. ويجب ألا تكون الحيوانات قادرة على القيام بذلك. لكن بطريقة ما تمكنت هذه الرخويات من القيام بذلك.
. ما الذي يحدث هنا على المستوى الخلوي.. ماذا يحدث على المستوى الجزيئي؟ ماذا يحدث على المستوى البيوكيميائي؟
هذا الإعجاز المتكامل مع بيئته يشهد بالوحدانية
Photos . https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3949400/https://manoa.hawaii.edu/exploringourfluidearth/biological/aquatic-plants-and-algae/structure-and-function/weird-science-kleptoplasty#:~:text=Kleptoplasty%20is%20the%20behavior%20of,%E2%80%9Csteal%E2%80%9D%20the%20undigested%20chloroplasts.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق