الخميس، 6 يوليو 2017

الكبر و العناد وما فعلاه بنا

العناد من أقبح الصفات البشرية، يقود صاحبه للحمق؛ فليس أحد على حق دوما إلا الحق سبحانه وتعالى

يسيء العبد اختيار مساره، ويمنعه العناد والاستكبار عن تصحيحه

وكنت أسأل نفسي عن حديث
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ)) رواه مسلم..

ومفاده أن الكبر رد الحق واحتقار الناس.. وكأن بينهما صلة...

وكأنه يقول لست مثلهم أتراجع، وكأنه يؤله نفسه؛ فلا خطأ يعتريه ولا يخاف عقباها... فكان عقابه اللعنة الأبدية؛ لأنه استحال شرا أبديا، ولحظة اختيار وتبرير أزلية من موافقة كل باطل مهما ضل وطال وافترى وآذى وأدمى وعذب وانتهك...

وكنت أقول لماذا هذه العقوبة الشديدة على ذرة كبر،

ووجدت أن هذه الذرة من الكبر كافية للعناد الشيطاني، الذي هو أقبح الصفات القائدة لرفض الحق، و الدافعة لاتخاذ مواقف فيها قسوة ووحشية، والتماهي مع فاعليها وتأييدهم مجانا... أو بالتضحية وابتلاع القاذورات بتلذذ.


وعناد الطفل متفهم نوعا ما،
أما عناد الكبير الذي قد يصر ويرفض الحق الساطع وهو على فراش الموت فشيء مهول،
أمر يستحق السجود دوما طلبا للهداية والثبات، وخضوعا للمشيئة المعجزة ولطلاقة القدرة، التي تريك صدق القرآن الكريم وخضوع الجميع للقضاء لا لقوانين المنطق والفيزياء ..

وأما اختصاص الكبرياء والإثابة على الثناء بالله العلي العظيم رب الأرض والسماء فهذا لأنه الحق الظاهر الكبير، الذي يقول الحق ويرضاه، المختص بالمدح والحمد من كل وجه، المتفرد بالإنعام كله، فكماله حق، وكبره حق، ومدحه حق، وتمجيده حق وواجب، فهو يرضى بالحق وبظهور الحق، وهو منزه عن جمال كجمالنا وكمال كخيالنا، فكيف بغير ذلك، عافانا سبحانه ممن عمي عن جلاله وحكمته واعترض على سنته، فجهل دنياه وآخرته، وضل عن سواء السبيل

ودعك ممن رضوا بالدنيا أولا واطمأنوا بها، ثم عبدوها ثانيا، ووجدوا الدين وجاهة في بعض أقطارها فادعوه لعبا ونفاقا وتزيدا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق