الأربعاء، 7 سبتمبر 2016


محمد إقبال:


فيم هذا النوح ماذا المأتم
 وإلام الصدر حزنا تلدم

مضمر في السعي مضمون الحياه
لذة التخليق قانون الحياه 

قم فشيد عالما دون مثيل 
وخض النار وأقدم كالخليل

 إنما السير على حكم الزمان 
هو رمي الترس في وقت الطعان 

إنما الحر الشجاع الفطن 
من قفا الآثار منه الزمن 

يهدم الموجود فيما آثرا
 يمنح الذرات شكلا آخرا 

خالقا من دفقة في قلبه
 ذلك العصر الذي يرضي به 

فإذا أعوز عيش الرجل 
فالحياة الموت موت البطل 

حبذا عشق بغى الأمر الجليل 
وجنى في النار وردا كالخليل

 تتجلى في مراس المعضل 
قوة كامنة ٌ في البطل

 عدة الأنذال حقد لا سواه
 استمع يا صاح ذا شرع الحياة 

الحياة الحق بأس يظهر 
حب الاستيلاء فيه مضمر 

رب عفو كان من آفاتها 
يكسر الموزون من أبياتها

يحسب العجز قنوعا خانع
 لصروف الدهر ذلا طائع 

قاطع سبل الحياة الخور
 قلبه خوفا وكذبا يضمر 

قلبه من كل خير فارغ 
ليثه في كل خبث والغ 

في كمين راصد هذا اللئيم
 فاحذرن يا صاحب العقل السليم

 احذرن يا صاح من تزيينه
 إنه الحرباء في تلوينه 

إنه يخفي على أهل النظر 
لبس الحق عليهم واستتر

 في ثياب اللين حينا يظهر 
وهو حينا في اتضاع يستر 

وهو طورا في ثياب المجبر 
وهو طورا في حجاب القدر

 وهو حينا في لباس الترف
 يلبس الصحة ثوب الدنف 

ما سوى القوة للصدق دعم 
اعرفن نفسك هذا جام جم

 هي من حقل الحياة الحاصل
 فسر الحق بها والباطل

 مدعاه في غنى عن حجة 
إن تحدى المدعي بالقوة 

تجعل الباطل حقا ماثلا 
وهن الحق يحق الباطلا

سطوة القوة تحلى ما أمر 
إن تقل للخير شر فهو شر 

أيها الغافل عما حملا 
أنت في الكونين أعلى منزلا 

افتحن عينا وأذنا وفما 
تبصر الحق طريقا معلما 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق