الخميس، 17 سبتمبر 2015

في عصر يتم فيه التشويش على الدين, واستيراد مفاهيمه من أمريكا وإلباسها ثوب الاعتدال وانتحال الأدلة, عليك أن تدرك أن فقه الدعوة يكون بعد فهم رسالة الدعوة...والتقريب يكون بعد بيان ما تريد, وبعد تفصيل فهمك لماهية الإسلام ولحقيقة التوحيد , وبدون وضوح الرؤية يكون تخبط السائر ,ويحسب عليه جمهور ليس له, فيفتقده حين يحتاج إليه, وهو جمهور متعاطف محب لكنه لا يعرف على وجه الدقة ماذا يريد هو منه, بل ويتفتت الكيان الواحد, وقد تتصادم الكيانات منهجيا عند المحن والغنائم, والتجارب المعاصرة - في الداخل والخارج عبر نصف قرن - تريك وتنبيك..فحين ترغب في علاج وتدارك الخطأ, قم بوضع الثوابت ومراجعتها, لنفسك, ثم بادر بها قبل أن تتحدث عن غيرها, ليكون الأساس جليا والتصور والتوصيف للواقع محل اتفاق, ثم تحدد المرجعية المنهجية والحوكمة إثر ذلك..وإلا حدث الشقاق وساعتها كل طرف على صواب! رغم أنهم قد لا يكونون جميعا كذلك, لكن الميزان أحيانا غائب وكل يكيل في صومعته..ولهذا فالتحالف المنضبط أسلم وأبعد عن الخطاب المزدوج المتناقض أحيانا, وعن الصمت ووجود أسئلة لا جواب لها إلا الثقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق