الخميس، 9 ديسمبر 2010

قضية التأليف والنشر.. بين الناشر والمؤلف

قضية التأليف والنشر.. بين الناشر والمؤلف
هذا كان حوارا مع أحد الأحبة و رأيت بثه مستقلا لينفع العابرين وعسى أن ينفع صاحب الأنامل التي

سطرته في الدارين
صبحك الكريم بكل خير أيها الغالي

وقد أثرت موضوعا هاما، يحفزني لكتابة تجربتي فيه، ليس من باب ذاتي لكن لأني أعرفها، لنفيد من يقرأ،

أو لعله ينصح ويضع لبنة للتغيير وأولها "الوعي والنية ثم الإرادة"

وبالله عليك لا تعتبرها سلبية فالنظارة الغامقة كسرت، لكن نحن بالليل، وننتظر الفجر إن شاء الله
ولتكون الصفحة ملفا لتجربة النشر للقارئ
وهي وثيقة الصلة بالحداثة وأبناء عمومتها، فالأستاذ جمال البنا مثلا تطبع كتبه بسهولة وسرعة
وتنشر وتوزع نتيجة احتضان تام ودعم كامل..

وبالنسبة للنشر فالأمر ليس متصلا فقط بالإفراط في حسن الظن أو الإغراق في سوء الظن، فالعقود تكتب

مع جميعهم "الممتلئين وأنصاف الممتلئين"، وكل العقود النمطية المنتشرة في سوق النشر أعدها محامون

بعضهم موال للطرف الكاتب، بالاشتراك مع محاسبين، وتراكم خبرات المؤلفين السابقين وقضاياهم

وشكاواهم الكثيرة المريرة، بل وصل الأمر لعموم المشكلة لأن أعد اتحاد الكتاب العرب عقدا للتأليف ونشره

في كل مكان، وهو نموذج عقد لضمان الحقوق، لكنه لم يضمن ولم يحل شيئا، وهم يعلمون أن المشكلة

ليست فقط في البنود المكتوبة " راجع قضية بهاء طاهر والناشر

وعشرات التقارير الإعلامية عن الأزمة وأبعادها الثلاثة"
فالمشكلة في طريقة تفعيلها، من أول الرقابة -الإدارية وليس النوع الأخر- الغائبة عن المطابع والمخازن،

إلى تنفيذ الأحكام الذي يطول سنوات ويعرقل، وهذا يشمل كل العالم العربي، وهناك شكاوى قليلة سمعتها

عن الغرب، ومنشورة عبر الشابكة، فلو شكوت أنت من أن جداول البيع والتوزيع والطبع والبيانات غير

واقعية -بفرض أنهم أروها لك موثقة- فيرد الأمر للخبراء، الذين يكتبون التقرير عن الحالة، وللتحريات

وجرد المخازن والدفاتر والفواتير، فلو فسد هؤلاء ببطء عمل يتيح التملص أو بقلة إمكانية وعدد وعدم

فراغ أو عمولات أو غير ذلك فسد الحال.. وهي نفس طريقة التهرب من الضرائب، والتفتيش هنا أقل وأندر

وأصعب .. فمباحث التهرب أنشط، لكنها لا تهتم بهؤلاء، بل تضع تقديرا ثم يشكون فتخفض النسبة

والتقييم.. وهذا عن تجارب حية
ولا توجد أرقام مسلسلة على الكتب لتعرف متى وأين حقا طبع "مثل الأجهزة.."
فلو قال لك هذا بيان ولم أبع سوى مائة نسخة، ولم أطبع سوى ألف منذ خمس سنوات، فلا تملك ردا.. إلا

أن يفضحه غيره.. وهكذا المشكلات كلها .. تظهر أدلتها من صراعات بينية
وما يضطرك للتعاون مع الناشر الرمادي " مع ترك ناشري القائمة السوداء بعد التقصي" هو
أن الناشر الأبيض " إنما الناس كإبل مائة"
وجوابه ليس مشجعا دوما، وأقص الإجابات مع عشرة كتب طبعت، لناشر ماليزي وءاخر سوري خليجي

وثالث لبناني ورابع وخامس مصريان، وقبلها طافت الكتب قبل الطبع على جمع من الناشرين الجيدين في

ذات البلاد
" موافق لكن اطبعوا على حسابكم
والثاني قال لست مقتنعا بالكتاب " على أن هذا الكتاب صار يوصى به في الجامعة كمرجع في مجاله"
والثالث: جميل، لكن تخصصي دراسات معينة فقط
ورابع قال موافق لكن لا أنشر خارج البلد، إلا مع الدفع النقدي المقدم من الأخرين، وإلا فكلموا محمدا بائع

الورق لنا ليقبل التقسيط
وخامس: أعتذر لأسباب خاصة بالدار
و:أعتذر لأن خطة النشر للعام القادم مكتملة"


فأنت هنا تضطر لقبول الغبن، وتضحي بالمكسب، لأنك ناشر خير ولست جامع مادة بالأساس، وإلا ستبقى

كتبك معك سنوات حتى تدخر لطباعتها أو تجد فرجة مع القلة القليلة

"يقول الناقد حسام عقل إن أزمات الناشرين مع المؤلفين كثرت وظهر معها التشكيك المتبادل والتحلل من

بنود العقود المكتوبة بل وعدم التزام قسم من الناشرين بفحوى العقد في مجمل بنوده"
"يضيف أن الجهود التي بذلها «اتحاد الناشرين العرب» في السنوات الأخيرة على صعيد إقرار قانون حماية

المؤلف، قد تكون هي أولى القطرات التي تؤدي إلى وضع حدود راسخة للعلاقة بين دور النشر والمؤلفين."

ويا أخي الحبيب أنا من هنا أدعو للعمل والكتابة، ولكن كان تعقيبي الأول فقط
على أن الثروة لا تأتي لهؤلاء عادة، وبدايته كانت مزحة، والأن طرحنا قضية ثرية، فنشكرك على بدئها،

وأرجو أن يشرق فجر لأهل الفكر في هذه الأمة
"إن العالم في عذاب ، وعندكم كنز الرحمة ، وإن العالم في احتراب ، وعندكم منبع السلم ، وإن العالم في

غمة الشك ، وعندكم مشرق اليقين .
فهل يجمل بكم أن تعطلوه فلا تنتفعوا به ولا تنفعوا؟
أحيوا قرآنكم تحيوا به ، حققوه يتحقق وجودكم به ، أفيضوا من أسراره على سرائركم ، ومن آدابه على

نفوسكم ، ومن حكمه على عقولكم ، تكونوا أطباء ، ويكن بكم دواء .
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار محمد البشير الإبراهيمي "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق