الأحد، 12 ديسمبر 2010

قسوة الأزواج والظلم

سطرت الأديبة الكريمة عبير النحاس موضوعا عن العنف والقسوة في العشرة الزوجية
وهو أمر لا تقره الشريعة بل : "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ، وهذا خلاف: ءاخر الدواء الكي، الذي

هو عقاب عابر عارض لشخصيات معينة، بعد مراحل محددة من علاج الظلم والتخريب لو صدر منهن،

وهو في أحوال معينة، وله ضوابطه، وطرحت فيه كتابات كثيرة فلن أعرضه الأن..
وقد تشرفت بكتابة هذه الأسطر لأدلي بدلوي في مسألة سوء المعاملة من الزوج :
تذكرت بعض كلمات لم تنشر إبان مشكلات جرت بين نساء شعرن-لوهلة- أنه لا ينصفهن رجل من رجل

وبين أزواجهن
والحمد لله الذي حفظها ويسر العودة إليها..

هو أن سيدة أمريكية رائدة حاصلة على الدكتوراة من أرقى الجامعات هناك، كانت قد شكت لي منذ سنوات

بصفتي مناقشا لها في دينها الذي من الله عليها وتركته
أن زوجها يضربها، وأنه مدمن قمار، وفهمت أن هذا طبقا لاحصائياتهم هناك أمر متكرر، فليست مشكلة

رجل شرقي فقط، وإن كان عارا أن يحدث من مؤمن أو منتسب للإيمان
وقالت أنها لو ذهبت للشرطة سيتعقد الأمر أكثر، وأن هذا خيار كثيرات "وهناك حالات عكسية"
وهذا مع وضعها السامي وقوتها في مجتمعها، حيث سيرتها الذاتية مرصعة بأوسمة علمية وأنشطة

اجتماعية..
أعني أنها أزمة عالمية بشرية عامة، وهم هناك لا يجرمون الخمر والقمار والزنا، مما يفاقم تعاسة الحياة،

ويعقد الحصول على الحقوق مع الاستمرار أو مع الفسخ، فلن يعد الفسخ -مع كل ذلك- طلاقا للضرر
ونقطة أخرى هي أن الخلل في المرء لدينا -الذي يعتدي على زوجته أو يهينها-
هو ثلاثة أجزاء
**خلل في فهمه للإسلام، ولمفهوم الاستقامة الذي يسمى الالتزام، والذي هو عمل شامل مستمر، بالقلب

واللسان والبدن، وليس شارة ينالها المرء بمظهر أو شعيرة يواظب عليها
وليس خللا في فهم الأخلاق والأدب فقط..فالصلة بين الأخلاق وشهادة "لا إله إلا الله" كبيرة، وجودا وعدما

وعلاقة وثيقة، عند من يفهم إسلامه وثباته ..وهو باب كبير غير مطروق
..
** الإعراض عن العلم..فليست قسوة بعض الناس جهلا ببعض الحقوق، وبالأصول للمعاشرة الزوجية

بالمعروف..من الجهل النابع عن نقص العلم المحض المعفو عنه.. كمن جهل حكما لأنه في بادية بعيدة، أو

يحيا وراء السد كما يقول العلماء ..
فهناك أزمة إعراض عن المعرفة، نعم..
**وأزمة عدم وجود حافز للتغيير، منشأها نقص نوع من التربية،
والتربية: "زرع معالم في النفس"، وليست مجرد وضع معلومات في الذهن, ومع الخلل في الوازع الداخلي

الذي يردع المرء نتيجة ثقافة التسويف والتفريط، والاستخفاف بمعنى التهاون، وهو أبو الضياع، فالتهاون

في القليل يوقع في الكثير.. وهذه هي الحقيقة، فلو كان يعلم أن التهاون طريق للعار في الدار الأخرة، وأن

الإيمان مكون معنوي ضخم، يجب تعهده كل حين، وأنه قد يزول... لذا يجب أن يكون شغله الشاغل

تصحيحه وتفقده ورعايته، ومن ثم يرى الله تعالى في كل حدث وحين، ويكبح جماح نفسه، ويعتذر إن أخطأ

في حق ربه، أو في حق أمة الله لديه، لوجله من مقام السؤال.
**الأذى المعنوى أكثر من الجسدي بلا شك
كما أنه يورث أسقاما جسدية في النهاية، تسمى الأعراض "النفس- جسمانية"
..
وهي تملأ العيادات الباطنية والجلدية، حيث النساء بشكاوى كبيرة كثيرة، منبعها الاكتئاب وضعف المناعة

والهم والغم.. وتنعكس على كل شيء في البدن
ونسأل الله العافية فمرض الأخلاق داء قد يورث حسابا عسيرا، وخللا عقليا وعنادا يفسد العقائد والبصائر

والمعاش ويسمم أنفس المحيطين، أما مرض الأبدان فقد يورث تربية للنفس وتطييبا للأرواح...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق