الثلاثاء، 8 يونيو 2021

الجمال ‏في ‏الإسلام ‏و ‏موقف .الحداثة ‏ ‏

الجمال..

من براهين الربوبية.

ومن المرجعية!

ففاسد الذوق قد لا يفهم المقاصد والوسائل والمصالح على وجهها الحسن، وقد يتصرف بقبح انتهازي... مثلا..
 أو لحظ شهرة في نفسه... مثلا..


 ولن يستوعب الهجر الجميل والصفح الجميل والسراح الجميل والصبر الجميل وإحسان العشرة وإحسان الفراق والقتل عند الضرورة دون قبح وعدوان وظلم وبغي! ..
 كيف وهو لا يشعر... وهي أمور تحس وتدرك بالفطر السوية السليمة لا القاسية المريضة الباردة الجافية البليدة.





كان سيدنا جبريل عليه السلام يأتي أحيانا في صورة بشر، إيناسا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحيانا يصل الوحي بطريق مختلفة، وكان الشخص الذي يأتي في صورته هو سيدنا دحية الكلبي.. فلماذا... 


.... سيدنا دحية كان هو أجمل الموجودين، كما ذكر الحفاظ... ولعل في ذلك تمام الأنس في اللقاء والصحبة والسكينة والحسن والجمال، وليجتمع الظاهر والباطن والمنطق والمشهد في عرض القرآن الكريم ولعله تكريم له لشيء في قلبه. 


الجمال ليس دوما شيئا هامشيا ولا كماليا ترفيا، ولا نراه نسبيا بتفاوت فادح كما تريد الحداثة والعلمنة تعليم الناس في النموذج الغربي المادي، بل ينبغي الحرص عليه كمبدأ، فهو قرين النظافة والطهر، وكل هذا يورث مثله في الباطن وفي المخيلة والاختيارات، ومن ثم في المعاملات والمواقف، وينبغي الحرص على الحد اللائق من استواء الفطر وعدم الشذوذ الذوقي... 



من ضمن غسيل الأدمغة، هناك كذلك طمس للقلوب والأمزجة، وتلويث للأذواق لتصبح فاسدة…؛بتقبل أي ابتذال على أنه فن، وهي معارك للشيطان... بين الخبيث والطيب في كل شيء... مظهر.. مطعم.. ملبس.. مشرب.. هيئة.. سمت.. هندام... كلام... تصرفات... مشاعر.. من أبسط حدث لعلاقات الكيانات. 



حب الجمال من الفطرة السوية. 

والحداثة تريد محو المرجعية، ومحو المعيار نفسه! 

تلغي الحقيقة وتجعل النسبية عدمية، تلغي الجمال وتجعل القبح فنا حداثيا، كل هذا لتلغي المعصية، وتلغي الاعتراف بالشر كما هو، وتمحو حتى الإقرار بالحب الحقيقي الخالص الصافي الثابت.. ليصبح كل شيء كأي شيء... كلا... لا سيولة ولا نسبية ولا ميوعة، بل تجاوز ذلك إلى شك وريب ولا معنى... وإلى سقوط من السماء، كمن يخر لأسفل سافلين، لا يستحيي، لا يفهم، لا يميز، لا يحس، لا يشعر بفارق، لا يعرف معروفا لا ينكر منكرا، لا يمتعض لانتهاك قداسة لا يشمئز لأي شذوذ وقذارة.. 




نعود إلى سيدنا دحية رضي الله عنه

لم يكن حسن الطلعة وسيما قسيما فقط، لم يعش ليغسل ويدهن...
بل كان جميل النفس.. مهاجرا مجاهدا متبعا.


انظر محطات حياته:
هذا هو الجمال وهذه هي الحياة.



قال الذهبي: «ولا ريب أن دحية كان أجمل الصحابة الموجودين بالمدينة».

 قال ابن سعد: «وأسلم دحية بن خليفة قديمًا». 




 قال القرطبي: 
«دحْية بن خليفة: كان من كبار الصّحابة»

... كان من الصحابة الذين شهدوا غزوة أحد وما بعدها من المشاهد. 


قال ابن كثير: «دحية بن خليفة الكلبي: صحابي جليل، كان جميل الصورة...أسلم قديما ولكن لم يشهد بدرا، وشهد ما بعدها.






  هاجر دحية الكلبي من دومة الجندل إلى رسول الله بالمدينة المنورة، وكان ممتطيا صهوة بغلته البيضاء،..... 



وكان مرهف الحس محبا للحق مؤثرا للسنة، وذات مرة خرج من المزة في رمضان مسافرا ثم أفطر وأفطر معه ناس، وكره الفطر آخرون، فلما رجع إلى قريته قال والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه، إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله ﷺ وأصحابه، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك. 

أخرجه أبو داود. 




واختاره صلى الله عليه وسلم ليسافر للروم برسالته لهرقل:


(....قلت/ أنا رسول رسول الله، ففزعوا لذلك، فدخل عليه الآذن، فأدخلت وأعطيته الكتاب من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم، فإذا ابن أخ له أحمر أزرق قد نخر، ثم قال: لم لم يكتب ويبدأ بك؟ لا تقرأ كتابه اليوم. 

فقال لهم: اخرجوا، فدعا الأسقف وكانوا يصدرون عن رأيه فلما قرئ عليه الكتاب قال هو والله رسول الله الذي بشرنا به عيسى وموسى، قال فأي شيء ترى قال أرى أن نتبعه، قال قيصر وأنا أعلم ما تقول، ولكن لا أستطيع أن أتبعه، يذهب ملكي ويقتلني الروم. 

 


... 


وشهد رضي الله عنه موقعة اليرموك أميراً على كردوس (فرقة من الخيالة) 



, ثم سكن رضي الله عنه دمشق بعد ذلك، وكان منزله بقرية المِزَّة, وهي: قرية وسط بساتين غوطة دمشق, وقبره فيها على الأرجح. 



وذكرت هذه القرية في كتب التاريخ والأدب ب(مِزَّة دحية).






اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق