الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

الرضا بقضاء الله تعالى - الجزء 2


ليس الشر الذي يحجب عنك بشر في ذاته دائما
فما لا يصلح لك قد يصلح لسواك.. والعكس..

ولربما يضرك شيء ما -أو شخص أو وضع -في عاقبته ونتيجته ومآله
وفي موقفك أنت وتعلقك به أو تأثيرك عليه، وليس بسبب سوء كامن فيه
ونفس هذا الحال المصروف عنك قد ينفع سواك...

والحل؟
الالتجاء إلى الله تعالى
هو يختار ويقضي ويقدر وينعم ويمنع!
ويتفضل وييسر ويبارك ويصرف!
ويهب الرضا!
وكل ما يورد ويمد به عبده المؤمن خير
فآمن خيرا لك

(فاسْتَجابِ لَه ربُّه)
"فقد فزع إلى الله سبحانه وتعالى
ولجأ إلى ألطاف الله وعصمته."

{فَصَرف عَنْه كَيدَهنَّ}
"ثبته وقدر له النجاة والرضا!
واختار السجن -إن لم يكن بد- على اللذة المحرمة"

{إنَّه هُو السَّميعُ العَليمُ}
ولم ذكر السمع والعلم وليس القدرة مثلا؟
لعله تذكير بأن جواب الدعاء للعباد مقرون بالعلم بأحوالهم وما يصلح لهم!
فتنبه ولا تتعد ولا تعتد
فهو ليس تنفيذا- تعالى الله- لكل رغباتك بالشر والخير!
ولو كان كذلك لما كان لاختبار الدنيا معنى ولا ظهرت آثار اسمه اللطيف
وسط الامتحانات وبعد انقشاع الغيوم

"{إنه هو السميع} أي للأقوال
{العليم *} بالضمائر والنيات ونتائج الأحوال!
يجيب -رضا -ما صح فيه القصد وطاب منه العزم.
ويجيب بمصلحة العبد الموفق، وبما يليق به ويناسبه"

قالوا:
"وكثيرا ما تتعلق النفس بأشياء قد لا يكون الخير فيها، فيصرفها الله برحمته وحسن تدبيره للعبد، وبعض الناس لقصر نظرهم لا يشعرون أن النعمة في المنع أحيانا تكون أعظم مما هي في العطاء، بل قد يكون هلاك الإنسان في أن يعطى طلبه الذي يلح فيه ويكون خيره في أن يمنع"

"فاصبر ..
فالدنيا لا تساوي كل هذا العناء، واعلم أنك ستتركها عاجلا أو آجلا إلى دار البقاء، ولن يذهب منها معك إلا ما قدمت من صالح العمل وصادق النية وجميل الصبر .."

قال تعالى:
"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
{البقرة:216}

"وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا"
{الإسراء:11}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق