الخميس، 2 مايو 2019

نصيحة رمضان ١

قال/
 يا ولدي:
من أهم الأشياء لبرنامجك في رمضان بعد التوكل والدعاء:

 ساعة الإفطار..فكن قبلها متهيئا نفسيا لعدم الانهيار أمام كميات تثقلك وتقعدك عن 
معالي الأمور وتثنيك عن كل عزيمة ..هو نموذج لعدم التوحش...

 لا تحول رمضان إلى مجرد كرنفال للإفطار أو للسهر أو حتى للتراويح المعزولة عن بقية يومك، فتحيل العبادة إلى عادة استعراضية وتحيل التلاوة إلى مشهد وزينة ومجرد مناسبة أمام نفسك..

نعم احتف واسعد بفضل الله وافرح بجمال نفحاته وشارك السرور والعبر ..
لكن: العمل أهم من الهيئة وأولى من النطق، وأول العمل عمل القلب..

واعلم أنك تتلو آيات عن البر والمساعدة! والتضحية والكفاح والمجاهدة!
 وعن كف اللسان عن التأفف!
 وكف اليد عن الإسراف في الحلال وعن الحرام ومال غيرك..

لا تضع برنامجا أشد بكثير مما تطيق
 تدرج وجهز لملء الفراغ الوهمي بالمباح والنافع والترفيه الهادف منعا للانهيار خلف شياطين الإنس وساقطات الشاشات

ادرس ما يجب أن تتذكره وأنت صائم وتقوله لنفسك
  لماذا أصوم؟ 
وأول شيء:
 عبودية وطلبا للقربى والمغفرة .. لأني مؤمن بالخلاق العليم الخبير الذي أبدع كل
هذا الألق، ولأني خاضع له طائع لأمره...
 عسى أن يوصلني هذا التعبد للتقوى، وهي درجة الفائزين السعداء، وهي حق اليقين المنسجم مع هذا النور كله .. وهي النجاة!

ثم قل: لأتهذب وأتأدب
 وأتعلم المصابرة والصمت! والجلد والاستعلاء على الرغبات، وقل ما شئت..
  
واعلم أنه شهر شرع فيه الاعتكاف، لكنه ليس شهر العلمانية المتسلفة زورا، أو رهبانية البدعة بالغلو في الشعائر الجليلة أو العزلة السلبية الناكصة المنسحبة، أو تشريع الخذلان والفرار وتولية الدبر للنصال الفكرية والمادية وو... بدعوى التفرغ شهرا ..بل فيه مكابدة للطواغي! وللشر.. وفتوحات المعاني تنزل للعاملين! وفيه سعي للرزق مع التدافع جنبا إلى جنب! كما أن فيه عكوفا وتبتلا.. سواء بسواء جنبا إلى جنب ومن أول يوم في تاريخه وتشريعه ومع حدثاء العهد بالإسلام! وهذا جزء من حقيقته وتربيته..
فهو صوم الفرسان.. و..نعم كل بأوان وسياق .. لكن تنبه للمعنى ولا تنساه وتهيأ لما خلقت له ولا ترعى مع الهمل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق