السبت، 6 أبريل 2019

النخبة الأكاديمية والفكرية الثقافية.. المسيري متحدثا من مقدمته لكتاب جمال حمدان



* عدد لا يُستهان به ممن يسمون بالمفكرين في بلادنا، ممن جعلوا همهم نقل آخر فكرة وآخر صيحة "عادةً من الغرب":

أولئك الذين يرون أن العالم هو الغرب… ولا شئ سواه!

فمهمتهم هى النقل (حتى نلحق بركب الحضارة الغربية) نقل كل شئ بأمانة شديدة وحياد أشد، وموضوعية متلقية/ هى فى واقع الأمر تعبير عن موت القلب والعقل والضمير والهوية والقدرة على الاجتهاد.

فى هذا الإطار يحل السرد المباشر للأفكار محل عمليات التفسير بما تتضمنه من تفكيك وإعادة تركيب،

 ويختفى المنظور النقدي! فتتعايش الأفكار المتناقضة جنباً إلى جنب!
ولا يمكن التمييز بين الجوهري منها والهامشى.

نقل الأفكار ورصها دون إدراك لتضميناتها الفلسفية لا يختلف كثيراً عن نقل المعلومات ومراكمتها دون إدراك للمعنى الكامن وراءها والتحيزات القابعة داخلها والسياق الذى نبعث منه.

ولذا فمثل هذه الدراسات “قد تنقل عمداً أو عن غير عمد وجهات نظر محدودة ومحسوبة سياسياً”
 ( ص7)

وهكذا يتحول المثقفون إلى أعضاء فى شركات نقل الأفكار التى لا تختلف كثيراً عن شركات نقل المعلومات أو حتى البضائع!

..

   ... ويصبح التلقى المهزوم والإذعان (الموضوعى) للأمر الواقع بديلاً لمحاولة رصد الواقع بأمل تغييره وإعادة صياغته.

وقد زحف هذا النموذج على المقررات المدرسية وفلسفة التعليم فى مدارسنا، ومن هنا التلقين، والدروس الخصوصية التى لاتعلَّم الطالب شيئاً، إذ أن المهارة الأساسية التى يكسبها هى مهارة اجتياز الامتحانات!

إن المدرسة المعلوماتية التراكمية معادية للفكر والإبداع/

تدور فى إطار الموضوعية المتلقية السلبية، العقل عندها آلة ترصد وتسجل، وليس طاقة إنسانية مبدعة تعيد صياغة العالم

 وهى لا تكترث بالحق أو الحقيقة لأنها غرقت تماماً فى الحقائق والوقائع والأفكار المتناثرة؛ ترصدها من الخارج دون تعمق ودون اجتهاد وكأنها أشياء مرصوصة، كمُُ لا هوية له....

فقرات مختارة من مقدمة د. المسيري لكتاب جمال حمدان عن اليهود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق