الأحد، 4 يونيو 2017

من أصول الدعوة

من رسالة خاصة للفائدة /
 بالنسبة لدعوة الأهل والزملاء؛ فواجبنا قدر المستطاع بعد أن نبين الحق ونفند الباطل:

 هو أن نحببهم في الحق والخير، وأن نوقظ العقل المختلط المتكلس، ونرقق القلب القاسي الغافل، وكلنا كذلك وبحاجة إلى ذلك...

 والاستجابة من قدر الله تعالى لا نحاسب عليها ولن نسأل عنها بل عن أخذنا بالأسباب والوقت المبذول والوسائل..


 حببهم في الدين من جذوره، لا نواقضه وتكاليفه فقط، لأن المشكلة أحيانا تكون في الدافع الداخلي، تكون في غياب الباعث والمحفز المتغلغل في النفس والقلب 


 هناك خير، نعم... لكنه ليس كما تريده، لا كما ولا كيفا، فحاول إذا أن تستثمره بشكل جذاب، وبرفق ورحمة لا تنافي الاعتدال والتوازن، لأن الفتن جذابة، وقد حفت النار بالشهوات والأهواء، وكما تلزم النذارة تجب البشارة، ويشرع الجدل بالتي هي أحسن وتقديم القدوة والمثل ..

 وليست الأزمة فقط في أن تشرح مواد معينة؛ هذه مكفرات وهذه كبائر وتلك بدع، ويوافق عليها الناس بلسانهم فقط، ثم يختفون ولا يردون عليك لشهور وأسابيع... ولا يهتمون، وليسوا حريصين على أي هدف ديني من معالي الأمور أو جدول علمي وعملي ينهض بدينهم هذه الأمور لا تتم بالعنف، ولا بالعافية، وإلا كره الناس الدين، وصاروا منافقين، يوافقونك خوفا وحرجا منك فقط، ويبغضون ما تقول..



 ليست المشكلة في الإقناع العقلي فقط، فقد تفحمهم عقليا لكن ماذا بعد؟ ليس هناك عزم أو عزيمة وشرح صدور ونية وهمة وحرقة داخلية.... 


 قد تبعث لهذا وذاك بأي نصيحة أو وصية وتسأله الرد والتواصل والتركيز فلا يرد، أو يرد بحملة لا تسمن ولا تغني من جوع والحل هو المواظبة على النصح والإرشاد وتقديم الأسوة واستحضار الإشفاق كما سبق، كما فعل سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه بعد 950 عاما، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه، فبعد سنوات طوال كانوا يعلمون أنه لا زال كما هو، خير ابن عم وخير جار وخير حليف ولو للمشركين من القبائل المتحالفة، وأنه ينزل الناس منازلهم، حتى إن عثمان بن مظعون قال ما معناه أسلمت من الحياء والخجل أولا ثم بعد مدة آمن قلبي من خلال معاني القرآن..


. فالمطلوب منا مداومة التحبيب والترغيب والتأليف، والتوضيح برفق لا يخفى الحقيقة ولا يختزلها ولا يجعلها كمعادلة رياضية ولا يجعلها مطلسمة غامضة ولا جافة باردة، ومخاطبة اليقين والإيمان وليس للترديد للأوامر والنواهي دور محوري في هذه المرحلة، لأنك تمسك بتلابيب من هو أبعد عن الجهل المحض والخلاف العلمي؛ من هو على شفا حفرة لا دينية، أو على شفا برمجة كهنوتية مخدرة، أو مستنقع وسطية مزيفة تبتلع طاقته في الفضول أو شرعنة اللافتات الزائفة، أو كسل تام عن التدين يشبه عجز أهل الكتاب والمشركين عن مجرد حمل كتابهم

وهذا الشخص ينازعه داخل نفسه كلامك، وقد ينحاز لك أحيانا وقد ينساك أحيانا كثيرة... فلا تتعجل ولا تتعسف، وواظب على الدعاء فقد تستمطر بانكسار قلبك رحمة واسعة لا تبلغها محاولاتك، والهدى بيد الله وحده لا شريك له..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق