الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

التسامح البارد !

كما أن هناك الورع البارد فهناك التسامح البارد.. من فقه السيرة بعد موقف لصاحبي من وفاة أحد المشاهير المجاهرين بالفسق والفحشاء وو.. تطور الحوار لموقف حياته! كتبت لصاحبي: ليس كل التسامح جميلا، ولا كل الشدة قبيحة... السيرة النبوية الشريفة - صلى الله على النبي وسلم - فيها توازن بين الترغيب والترهيب، وبين العفو والزجر .. التسامح المطلوب هو الأخذ بيد المخطئ دون تهوين للمعصية، التسامح المحمود هو مغفرة الزلة وإقالة العثرة دون دياثة وتميع ودون تراخ مخل، هو الرفق في البيان عذرا ونذرا وليس التسامح هو الرفق في عدم البيان! ولا هو المجاملات على حساب الحقيقة، ولا هو تقليل المسافة بين المحسن والمسيء، أو بين الإحسان والإساءة.. كل هذا بسبب أننا كلنا خطاؤون...كلا؛ فالمجاهر بالفحش الذي لم تعلم له توبة ليس كمن تاب، ولا كمن لم يجاهر بنشر الفاحشة في الذين آمنوا... من لم يتب يلزمه أحيانا اللوم والزجر والهجر الجميل والعتب والتقبيح لفعله والتوبيخ ... ويلزم ذكره أمام الناس في نفس الأحيان بذلك، منعا لتهوين المؤاخاة والتقريب والتزكية للفساق وتقبل حالهم كطبيعة بشرية وهم يتحرشون بالمؤمنات ويفسدون الأخلاق وو.... ، والتسامح هنا يكون تدليلا يغرقهم، وتغريرا بهم وبغيرهم، ومجرد كسب منك للمشجعين، على حساب تهوين فعال ينبغي اجتناب فاعليها، واحترام شخوص ورد النص بلعنهم، ورد شهادتهم أمام القاضي وو..... فأنت تتجاهل كل ذلك وتجعلها نصوصا غير مؤثرة... أحيانا كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفق مراعاة للجهل والحداثة وغير ذلك ، وأحيانا كان صلى الله عليه وسلم يحتد ويغضب لانتهاك محارم الله ممن لا يقبل منهم ذلك الجهل والضعف، فالأخطاء ليست سواء، والمخطئون ليسوا سواء، والمواقف ليست سواء، العبرة كذلك بالمآل والعاقبة والأثر لكلماتك حسب حال قومك فلو كان تبسطك مع المخطئ يسهل ويهون جرم المعصية في نفوس المتلقين فلا.. لو كان تسامحك بكلمات خفيفة وعموميات يؤدي إلى تصحيح مذهب من تترحم عليه بالباطل واحتواء جمهوره كما هم.. فلا.. لو رفعت قدره كأنما فعله هو مجرد هفوة عابرة لم يصر عليها، وشيء من اللمم لا ينقص الإيمان ولا يخدش الإسلام ولا يليق بموحد .. فعليك أن تندم.. أنت... وحين تجامله بعدم التنفير من فعله، تأدبا معه، وقلة أدب مع الحق.. فأنت بهذا تنتقل من التيسير إلى المداهنة والنفاق والتدليس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق