الجمعة، 31 يوليو 2015

مقتطفات 2 من كتاب سراب الديمقراطية

----------

إذا أراد الإسلاميون المجلسيون إقرار قانون بمنع الربا أو باعتماد التشريع الإسلامي في قانون الجزاء – مثلا – فإن عليهم أولا أن يطرحوا مشروع هذا القانون على المجلس النيابي ليناقشه ويصوت عليه فإذا فاز بالأغلبية فإنه يرفع لرئيس الدولة وذلك حسب المادة( 66) من الدستور فإما أن يقره وإما أن يعيده إلى المجلس لإعادة النظر فيه وفي حال عدم فوز القانون بالأغلبية أو في حال تساوي الأصوات فإن القانون يعتبر مرفوضا وفحوى هذا التسلسل معناه : أن الله عزوجل يقترح ( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا) على المجلس من خلال كتابه المنزل على رسول الله صلي الله عليه وسلم قانونا بتحريم الربا ، ثم يعرض هذا القانون على المجلس النيابي من خلال النواب الإسلاميين ليري المجلس رأيه في قانون الله تعالي وهل هو ملائم لمصالح الشعب أو غير ملائم فإذا وجده غير ملائم رفضه وإذا وجده ملائما أقره بعد فوزه بالأغلبية ثم يرفع لرئيس الدولة ليري مدي ملاءمته أو عدم ملاءمته فإن وجده ملائما أقره وإلا أعاده إلى المجلس لإعادة النظر فيه .

فما معني ذلك ؟!

إن معناه أن الله تعالي خالق السموات والأرض الواحد الأحد الفرد الصمد، قد خصص له هؤلاء القوم ( تعالي الله عن ذلك علوا كبير ا) دورا لا يتجاوز اقتراح القانون على المجلس النيابي فإذا وافق عليه المجلس بالأغلبية رفعوه لرئيس الدولة وإلا رفضوه .----------------------------------------------------------------------------------

فساد العقيدة من جهة النظام الديمقراطي الحاكم :

إن أساس عقيدة التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومعني لا إله إلا الله : أى لا معبود بحق إلا الله . ومعني محمد رسول الله : أى هو رسوله المبلغ عنه أمره ونهيه .

ومعني تعلق هذا الكلام بالنسبة للنظام الحاكم هو :

1-  الإقرار بالعبودية لله وأنه هو الإله المشرع والحاكم

2- أن تكون كافة التشريعات بدون استثناء منبثقة منه ومبنية على قواعد وأصول الشريعة الإسلامية التي بلغها رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ربه عزوجل فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير مع حصول الرضا القلبي والتسليم الفعلي .---------------

والسؤال هنا : وفق ذلك الترتيب من هو الإله؟!

الجواب : هو من له الكلمة النهائية !!

فبهذه الصيغة هناك ثلاثة آلهة يعلو بعضهم فوق بعض !

- إله مرتبة أولي وهو رئيس الدولة .

-  إله مرتبة ثانية وهو المجلس النيابي .

-  إله مرتبة ثالثة وهو الله تعالي ( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا ) وسمينا المرحلة الثالثة إلها تجاوزا وإلا فإن من يقترح القوانين لا يسمي إلها إنما هو بمرتبة العبد الذي يدلي برأيه ..

وأنا أسائل الإسلاميين المشاركين في المجلس : إن طرح شرع الله تعالي للتصويت ألا يعني هذا الترتيب ؟

أجيبوا هداكم الله .

ثم الأنكي من ذلك أن شرع الله تعالي يوضع في مستوي واحد مع كافة القوانين الأخرى التي تقترح على المجلس النيابي .

ذلك أن اليساريين يقترحون القوانين كما يتقرحها الإسلاميون فإذا كان الإسلاميون يقترحون القوانين باسم الله تعالي فإن أولئك يقترحون القوانين باسم الشيطان والطاغوت .---------------------

إن القرارات النهائية التي تصدر من المجالس النيابية معقودة على الأغلبية التي تصوت لصالحها فن صوتت ضدها سقطت وكأن شيئا لم يكن فلكي لا يتمكن أعداء الله من الانفراد بالسلطة التشريعية لابد

أن يشكل الإسلاميون الأغلبية في المجلس النيابي فعندها يستطيعون تمرير ما يشاءون من التشريعات ويحجبون ما يشاءون وهذا لا يتأتي للإسلاميين من الناحية الواقعية وقد أثبتت التجارب ذلك بل إن اللعبة الديمقراطية مبنية في الأساس على عدم تمكين الإسلاميين من تشكيل الأغلبية في المجلس النيابي إذ هم دوما أقلية وإذا أتيحت لهم الفرصة في دولة ما أن يشكلوا أغلبية ( وهذا لا يحصل عادة إلا بسبب خطا يحصل في ِحسابات النظام الحاكم ) فسرعان ما يتحرك الجيش لينفذ انقلابا عسكريا يكون حل المجلس النيابي أول انجازاته القومية !!( كما حصل في باكستان أكثر من مرة وكذا في الجزائر )

ولأجل أن يشكل الإسلاميون عددا معتبرا في المجلس النيابي فإنهم لا يمانعون بل يسعون للدخول في تحالفات مرتبة مع أحزاب غير إسلامية ليستفيدوا من أصوات ناخبيهم على طريقة احملني وأحملك ( وقد حصل مثل ذلك مصر بين الإسلاميين المجلسيين وحزب الوفد العلماني ) .

فانظر كيف يقود التنازل إلى تنازل آخر وهكذا تتابع حبات المسبحة في الانسياب من الخيط .----

1- استقلالية منبر الدعوة فالرسول صلي الله عليه وسلم لما يمارس الدعوة من خلال أى نظام ارضي سائد او تحت وصايته أو في إطار قانونه وعرفه وتقاليده وعندما بدأ الرسول صلي الله عليه وسلم دعوته لم يكن معه ثمة أحد فلا أعوان ولا أنصار ولا جماهير ولا قبائل .

بدأ الدعوة وحده مستقلا عن كل ما سواه من الوسائط البشرية م دخلت زوجه خديجة في دينه ثم أبو بكر ثم علي ثم تتابع القوم .

2-  وضوح عقيدة الدعوة إنها لا إله إلا الله محمد رسول الله كفر بالطاغوت وإيمان بالله .

3-  البراءة والموالاة : البراءة من الشرك وأهله والموالاة لله ولمن دخل في هذا الدين ولا لقاء مع المشركين في منتصف الطريق ولا مداهنة لهم .

4-  الاحتكام لهذا الدين وحده ونبذ كل ما سواه من أحكام جاهلية مهما كانت عميقة الجذور في الأعراف والتقاليد .

5-  العالمية : فهذا الدين لكل الناس مخاطب به جميع الأجناس في كل أنحاء الأرض فلا فرق بين عربي وغير عربي ولا بين أبيض وأسود ولا بين حر وعبد، ولا بين شريف ووضيع الكل من آدم وآدم من تراب .

6-  المسلمون أمة وحدهم وهم يد على من سواهم يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله أذلة فيما بينهم أعزة على الكافرين .

7-  ألف المسلمون فيما بينهم الجماعة المسلمة التي أخذت على عاتقها رفع راية الإسلام وإقامة دولته على مراحل دون أن يخلوا بمنهاج الله في أى مرحلة من تلك المراحل .

هذه بعض الخطوط العريضة التي شكلت منهاج الرسول صلي الله عليه وسلم في الدعوة فأين الإسلاميون المجلسيون من هذه الخطوط الرئيسية وهل قولهم : إنهم يتخذون من دخولهم المجلس منبرا للدعوة ينسجم مع تلك الخطوط التي ذكرتها ؟ قطعا لا إنما مغايرة لذلك المنهاج مجافية له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق