الجمعة، 22 أكتوبر 2010

والمستغفرين بالأسحار


تغيبت.. والعمر يمر، بي وبكم، ولا أدري متى يقف بي لأنزل، أو بكم لتنزلوا عن الرحلة.. وتتركوني قليلا، ريثما أتبعكم وألحق بكم..للقاء لا فراق بعده، أو لفراق لا لقاء بعده..هو حديث السحر وليس الغسق هذه المرة، أبثه ساعة العتمة...

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وألحقنا به على الجادة، واجعلنا من المقتدين بسنته، والمهتدين بسيرته

سبحانك اللهم وبحمدك، ما أكثر ما تطعمناسبحانك وبحمدك ما أعظم ما تعافيناسبحانك، فأتمم علينا نعمتك، ووسع علينا

حفظكم الله وأكرمكم بلطفه الذي لا يماثله شيء حين يسقي حياة العبد ويدرأ عنه، أو يخطو به

(والمستغفرين بالأسحار)

لست منهم، وإن شرفت فيما ندر ومضى بأحيان تشبههم ظاهرا، وتارة يحجبنا التقصير أو الذنب، وتارة العذر..أرقت وقت السحر، فقلت لمولاي خالق البشرأحمدك أحييتني الأن لأستغفرك في هذا الجزء الجميل الجليل من الليل الذي تنزل سبحانك فيه ويستغفرك ويعتذر المحبون عن زلاتهم، ويرجون العودة لذات مقام الإيمان والوصل، والمعية الخاصة وذات الحب الأول ..ويقفون في مقام الأسف مع كامل الحب والإجلال، وحين يشعرون بالقرب يقفون موقف الحمد والامتثال بالأيات، وبالطاعة والعرفان، وحياة الحقيقة.. حقيقة العبودية، المنبثقة مع معرفة الربوبية، ومن وضوح كل حقيقة ورؤية، ونطق كل شيء بها، والسعيد هنا هو المبصر..في مقابل: "لهم أعين لا يبصرون بها"وهذه الحياة التي تملأ الحياة..هي الروح وهي الغاية وهي الوسيلة كذلك (كقول بعضهم: إياك أريد بما تريد)وهي من معنى "إلا ليعبدون":ليعرفون.. ليحبون.. ليوحدون، فيتشرفوا بهذا الانسجام مع توحيد الكون المربوب كله! ومع شرفائه الملائكة والمرسلون صلوات الله وتسليماته عليهم، وليوجدوا في نور معيتي، بدلا من ظلمة عدمهم! وغيابهم، وظلمات الجهل بي والجحود....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق