الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

مراسلات لطيفة حول الثلج في التاريخ والأدب العربي


وقال إسحاق عم أحمد

كانت تأتينا في كل يوم مائدة أمر بها المتوكل فيها ألوان الطعام والفاكهة والثلج وغير ذلك فما نظر إليها أبو عبد الله ولا ذاق منها شيئاً ,و كانت نفقة المائدة في كل يوم مائة وعشرين درهماً

فما نظر إليها أبو عبد الله

***


..


بخصوص هذا النقل فقد ورد في كتاب: سير اعلام النبلاء وكتاب: تاريخ الإسلام وأحسبه كذلك في كتاب: طبقات الحنابلة
وبخصوص وجود الثلج وكونه معروفا لديهم رغم جو بلادهم فقد كان موجودا في مناطق على خط عرض أقرب للحرارة من بغداد وعرفه العرب بلا شك وذكر في كتب السنن والسيرة والتاريخ
ومثاله الدعاء الشهير:
“اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد”

وورد على لسان الشعراء في هذه البيئة كالمتنبي وغيره، ولأحمد بن يحي بن فضل الله رسالة في الثلج كما أورد صلاح الصفدي في كتابه فوات الوفيات تقريبا
وورد في كتب التاريخ أن الخليفة المهدي وصف له الثلج لما مرض، وكان قد عز وجوده في ذلك الوقت حسب كلامهم، مما يدل أنهم كانوا يحفظونه بطريقة معينة ويستجلبونه ربما من أعالي الجبال القريبة

وقال الشاعر:
إذا أمستِ الافاقُ حمَراً جلودُها ** لِملحان أو شيبان واليوم أشهب
وقال قطرب في هذا المعنى: يقال لجُمادى الأولى والآخرة شيبان وملحان من أجل بياض الثلج
وفي كتاب المختصر في أخبار البشر عن خلافة المهدي
خلافة المهدي:
سنة .....وفيها حج المهدي، وفرق في الناس أموالاً عظيمة، ووسع مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وحمل الثلج إِلى مكة.
ثم دخلت سنة إِحدى وستين ومائة فيها أمر المهدي باتخاذ المصانع في طريق مكة وبتجديد الأميال
والبرك وبحفر الركايا، وبتقصير المنابر في البلاد وجعلها بمقدار منبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وورد عن "مروءة ابن الفرات":
هو أبو الحسن علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات
كان يضرب بمروءته المثل.
فمما يذكر منها أنه كان كلما تقلد الوزارة يزيد سعر القرطاس والشمع والثلج والخيش زيادةً وافرةً؛
وكان ذلك متعارفاً عند التجار؛ وكانت في داره حجرة شرابٍ يوجه الناس من الكتاب والقواد غلمانهم
من المواضع البعيدة، ليأخذوا لهم منها ما يريدون من الثلج وغيره
."

وبخصوص تصنيعه فقد كان هناك أناس اسمهم أصحاب الثلج، كما تورد الكتب، ولعلهم هم المنوط بهم ذلك، وتورد الكتب التاريخية كثيرا ذكر المهاداة بالثلج وأنها من علامات الكرم لارتفاع ثمنه، ولا أدري هل وظيفة بائعيه كانت صنعه أم حفظه في أملاح ومواد تمنع ذوبانه وأشياء خاصة وطبقات عازلة، لأني رأيت بعض الناس يضع الملح على القوالب، لتستمر جامدة فترة في بلادنا، وهذا أيام لم يكن هناك ثلاجات في البيوت، بل مصانع للثلج وينقل في سيارات ملفوفا
وورد أن الحجاج أول من نقل الثلج طبقا لكتاب الاوائل للعسكري
وقيل سميت الطائف بحائطها المطيف بها وموقعها ببطن من جبل غزوان وهو أبرد مكان في الحجاز لأن الثلج يقع أحيانا على ذروة الجبل فوق البلدة
فهو موجود في البيئة لكنه قليل لذا علت قيمة المائدة المذكورة التي تعفف عنها ابن حنبل الإمام الحبيب..

فلعلنا لو راجعنا كتبا تتحدث عن هذه الفترة ننظر كيف كانوا يمررون الهواء على الرخام في الظل والأقبية السفلية لتبريد الماء وكانت لديهم أجهزة ميكانيكية غاية في التعقيد ولعل كتاب سيجريد هونكه -أو زيجريد هونكه- المستشرقة الالمانية الذي اسمه "شمس الله تطلع على الغرب" وترجم "شمس العرب تسطع على الغرب" وبه نقولات عن التطور التقني والعلمي والألات التي استعملت وكانت بالغة التعقيد وتقدمهم في الكيمياء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق