ومن رحمته سبحانه أنه نهانا عن اليأس من رحمته!
وجعل القنوط من رحمته خطيئة تنضم للخطايا! وجعل الإيمان برحمته ركنا ركينا...
والإيمان بالرحمة إذا تغلغل يجعل البدن واللسان ينفعلان بالرجاء والامتنان بقدر صدقه.
وقصد السبـيـل هو اليقين بأنه جميل لا يخيب من رجاه، وأنه رحيم بكماله وقدرته فلم تضره معصيتك ليعجل عذابك، بل دعاك لتتوب وتشكر ليعفو ويغفر، ولكيلا يحق عليك العدل والميزان جعل النفحات لتتعرض لها فترحم، ورحمته تلك قد بشر بها جوده السابق تفضلاً عليك، فآمن بسعة رحمته وكرمه، واعلم أن القنوط من رحمة الدنيا خطيئة كذلك، لأن سبب الآية كان حول الرزق بالولد، وسبحانه لا يعجزه شيء...
طريق القلوب إلى الله تعالى ج٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق