الأحد، 7 مايو 2023

من قصة زكريا و يحي عليهما السلام درس وشحنة طاقة

هاجر إلى ربك بقلبك أولا..

 يقال أن زكريا معناه: يذكرُ الله، ( أو ما يقارب.. من العبرانية مركب من "زْخَر: ذكَر" و "يُهْوَه: الله" اختصرت بـ "يا"، أصلها "يَهْ".)) 

 
 لا ينبغي تذكر اسم النبي زكريا عليه السلام فقط على أنه الولي الصالح الذي رعى السيدة مريم في محرابها - على جلالة ذلك- لأن في سيرته كنوزا أخرى من الدرر والعبر والحكمة الخالدة التي تمدك بقوة وفرقان وعلوم، وبمعان نورانية تضيء ظلمة النهار والتواصل والأخبار والاحوال التي نخبط فيها، وتزودك وتوجهك وتثبتك وتحفظك.  

 

((ولد.. يموت.. يبعث... (الأوقات الثلاثة أشد ما تكون على الإنسان ; فإنه ينتقل في كل منها ، من عالم إلى عالم آخر، فيفقد الأول مثلا بعد ما كان ألفه وعرفه ، ويصير إلى الآخر ولا يدري ما بين يديه ; ويستهل صارخا هنا.. ، وهكذا.. ولما كانت هذه المواطن الثلاثة أشق ما تكون على ابن آدم سلم الله على يحيى في كل موطن منها ، فقال : "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا")) 

 
يغفل كثير من الناس عن سيدنا يحيى عليه السلام كذلك، ربما لأنه أضاء وسطع بجوار كواكب أجلى ينشغلون بها، كان يحيى عليه السلام آية في ميلاده، وآية في حياته بالنبوة والتقوى والطهارة والنقاء والعفاف! والحكمة.. مع صغر سنه جدا!

وكان يحيى عليه السلام آية في أدبه، ومثلا فريدا في صحبته لعيسى عليه السلام كنبيين قريبين صاحبين يسيران على الأرض معا في وقت ما، وهما في السماء معا، وتقص في ورع يحيى عليه السلام المواقف الجليلة ...

وكان سيدنا يحيى عليه السلام آية في وفاته كذلك.. نبيا شهيدا.
 وقيل في روايات أن مقتله كان لرفضه المعصية ولعفافه، فهددته المرأة وحرضت عليه، وتحيلت لتنتقم منه وتطلب دمه، ونزل بسبب هذا عقاب وغضب ونقمة عليهم جزاءا وفاقا.. وقد سبقت مشيئة الله تعالى باصطفاء الشهداء وبأن يحدث البلاء فعلا عمليا، ولا يعاقب الظلوم مقدما ولا يجزى الصبور غيبا، بل يتمثل الاختيار بمعاينة ومعايشة، ليكون العدل بحق اليقين الواقع، ولتجرب النفوس الصبر والتسامي بالتقى والإحسان ومعاني الكظم والعفو وإحقاق الحق بالقصاص... ولتعيش الرضا بالقضاء والتسبيح للحكيم سبحانه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق