الاثنين، 2 يناير 2023

من علاج الاكتئاب معرفيا

"ربِّ اهدني لما تحبُّ مني
*

وأغنني بك إلهي عني"


لو أن يوسف عليه السلام ظل يبكي ويسأل لماذا فعلوا بي ذلك، ولماذا أنا أصاب بالبلاء .. لما نال الصديقية والشرف وعزم الأمور..

وكذلك أيوب عليه السلام، لو استسلم للشيطان وتحزينه لما كان له أجر الأوابين ..


 التفكير عامة معدي وينتقل بسهولة، فانتق من تكلمهم ممن على كلامهم نور النبوة والحكمة والرجاء والتصبر وطلب الخير وإرادة الآخرة والعمل لها، ولو بالقلب.


والتشاؤم متوحش..
يعني لا يتوقف لوحده، لا يكتفي..
بل لو لم توقف التحسس الزائد وتهذب العاطفة المشتعلة الهوجاء التي تتعطل وتقف مع كل موقف وذكرى، وتمارس تكرار الدائرة.. فستؤذيك أكثر.


 مثال /
هناك من يعتبر الغربة نهاية ومأساة ختامية للعمر .. ولربما تحزن لفراق.. نعم، لكن لا تنكسر انكسارا يلون حياتك، ولا تنطفئ أبدا، بل عليك أن تنبت وتزهر حسب المتاح والممكن والمقدور، مع بذل الوسع! وليس اللامبالاة، ولا البحث عن الراحة وانتهاز المأساوية والتبرير، وإفشال الاحتمالات لمنع المحاولة وتكرارها ومنع حتى التعلم المنظم والذكر الدائم ووضع أهداف للأنفاس..

هناك من مر بهم سجن ومرض مزمن ومآس وفقد ولكنهم تشبثوا وبقوا مخبتين، وهناك من حولوا أنفسهم لأمثولة، وضيعوا حتى المحامد والتسابيح وبث الخير .. ولا تنظر لنفسك كشجرة وحيدة، بل كقطرة في نهر ومطر..


 هو كون الله وملك الله، ومن روح الإيمان حيوية التعارف والتنافع والإنفاق والتغيير والتجارب، ودونك مثلا أمثلة في تشريع الرحلة للحج والعمرة، مع طولها وما بها من تبدل حال في زمانهم، وكذلك الرحلة لطلب العلم والدعوة، والفتوحات والضرب في الأرض للرزق، ولم يجد الصحابة رضي الله عنهم والعلماء الطريق ممهدة، بل مهدوها.. وجربوا، وركبوا البحر، وعثروا على مكان مناسب، وعلى مكان أنسب.. ومن ابتلي فقد خير بين قلب ذاكر وقلب ساخط، ونفس حامد وآخر جاحد..ولو فررت إلى الله صادقا عاملا لما خذلك بكرمه. 

" ما لي سواك ربِّ ذي الإجابهْ
*
إن قام ذو القرب إلى القرابهْ

وليس لي سواكَ يا ذا القُرْبِ
*
إن قام ذو حبٍّ إلى ذي حبِّ

وليس لي سواكَ يا ذا القُدسِ
*
إن قام ذو نفسٍ لحظِّ نفسِ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق