الأربعاء، 13 فبراير 2019

لا تحزن و لا تيأس... و لا تتكبر بعلمك أو بحزنك كذلك!

قال /
 يا بني:

لا تحزن.. اللطف يحفنا والفرج يأتي وقتما قدر له.

هذه هي الحياة، شاء من شاء وأبى من أبى..

وخير لك أن تصبرـ فأنت الفائز إن رضيت، وأنت الخاسر الوحيد إن جزعت 

لقد ابتلي الجميع حتى الأنبياء صلوات الله عليهم ابتلاءات مادية ومعنوية!

..وبعض الامتحانات والأوضاع كان بالشدة أو بفائض الرخاء والقوة..
ولا أحسبك تغفل عن هذا، ولا يليق بك أن تتكبر على أحد لأن حاله كذا 
فكلنا سواء..

لقد وضعت في مكانك وزمانك بعلم الله تعالى واختياره، وحسن اختياره جل وعز معلوم، فهو خير من خيرتك لنفسك، ولا ينسب مطلق الشر إليه تعالى.. وعدله كامل! ورحمته سابقة وفضله عظيم.

وهناك أسباب تعلمها وأسرار لا تعلمها، وقد تدرك ولكنك لن تحيط علما!

لعلك بحالك تسخط فتزري بنفسك! أو تشارك من أحببت الأجر، ويكتب لك القيام والصيام معا كما كان ممن عذرهم الله..

ولعلك لبنة في بنيان قدري لا تعلمه..أو لعلك السفينة لا أصحابها أو الجدار لا ورثته ..

 لعلك هناك هالك أو أقرب للهلاك..
 وعليك أن تستغل الفرصة بدل تضييع الوقت في انتظار غيرها، وتقوم بواجب الوقت من العبودية
اللازمة الممكنة فيه.

أما عن حديثك.../
فتعلم وانصح وعرف وأنكر، لكن لا تجعل همك التسفيه والنقض فقط، ليكون حريا بالقبول،
ولكل زاويته وثغره ورؤيته ومقامه.. أو حتى دركته، والهدى والضلال ليسا بيديك.. ولعله أن يفيق بحسن بيانك وخالص قصدك.

ألم تر إلى مالك رحمه الله يقول تواضعا وتأدبا عند اختلاف: علم زاد أو ورع نقص..
هذا بصر وتلك بصيرة! وكلاهما نور كاشف..

نعم ..هؤلاء الناكبون عن الصراط ضالون جملة لا شك في ذلك "وفي مقام ما يكون مصطلح ضال أقرب من مصطلح جاهلي.. 
كما أن الثاني له مقامه."

أما عند الخلاف السائغ:
 انتقد ولا تجعل نفسك قيما ..قل فيما أفهم فيما أظن..والله أعلم..بمراده! وليس أعلم منك! هذا عيب أن تظن ذلك البدهي وحده دون سواه..

لا تنزل بالعقيدة للفقه ولا تصعد بتفاصيل الفقه للعقيدة.

ولا تذهب بتصورات الدنيا بعيدا..وسل الله الهداية والفرج معي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق