السبت، 12 يناير 2019

حول قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء..... . الآية

المؤمن إذا ضاق صدره فليسبح بحمد مولاه ساجدا، وساعتها يستمطر المدد والصبر والشرح والثبات والبشر..

وعلى المؤمن استمرار الرجاء
والتوجه لرب السماء.
وتصحيح الرؤية والمسار.. لا الغاية ولا الدافع..

وعليه التسامي فوق الآلام
واستمرار العمل، فهو من جوهر العبودية وفيه الشفاء.....

أما غير المؤمنين:

"مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "  سورة {الحج:15}.  

خلاصة أقوال أكثر أهل العلم:

من كان كافرا مظهرا لكفره
أو من كان منافقا يكبت خبثه وسط المؤمنين/
فليمدد حبلا بالسقف وليخنق نفسه!
..فليمت بغيظه كمدا وفشلا ...

سواء كان هذا المنافق من أهل النفاق الدائم (الذين ذهب نورهم وبقوا في ظلمات لا يبصرون، وهم  يتربصون بالمؤمنين الدوائر)

أو كان من أهل النفاق الآخرين (المتقلبين بين ظلمة الشك وضوء اليقين..
الذين هم في ريبهم يترددون)

فكلاهما وقت الأزمات يضيق:

إما أن يشعر المنافق المتردد بأنه أخطأ بدخوله الإسلام، وأنه لن يفيد نصرا ولا شيئا لا في الدنيا ولا في الآخرة... فينهار لخفة إيمانه وتقلب يقينه وعبادته على حرف...

أو أن يضيق صدره وصبره! انتظارا أن يرى انقطاع النصر تماما وزوال الإسلام والنكبة النهائية الأبدية تحل بالمؤمنين
(فبعضهم إنما أسلم تخفيا وتسوؤه كل حسنة تحل بالمسلمين)

من كان من هؤلاء أو أولئك
فليمت بغيظه وليشنق نفسه!

وقيل أنها جواب للخصوم، ممن تضايق من استمرار الوحي ومن نصرة السماء للنبي صلى الله عليه وسلم فجوابهم فيها/

أن الوحي والنصر إنما هما من السماء!
فليقطع هذا المدد الرباني إن قدر! ولينظر هل يذهب غيظه! وهل تشفى ناره!

وهذا مثل قوله تعالى "أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ" - وكله تعجيز لهم، وقد صدق الله وعده ونصر نبيه وأظهر أمره عليهم .....

وهناك اجتهاد ثالث للمفسرين حول الآية الكريمة:

قال بعضهم أن النصر هنا بمعنى الرزق-وله شواهد لغوية حيث يأتي هكذا أحيانا- فالمعنى حينئذ:

من كان يظن أن لن ينصره الله، أي: لن يرزقه، فليختنق، وليقتل نفسه إذا؛  إذ لا خير في حياة ليس فيها رزق الله  سبحانه وعونه تعالى، أو فليختنق وليمت جزعا وغيظا وهما وغما، فإن ذلك لا يغير شيئا مما كتبه سبحانه وقضاه وقدره!)
فأنت خاضع طوعا أو كرها.

ثم قال عز من قائل
{وكذلك أنزلناه آيات بينات ، وأن الله يهدي من يريد} . .

الحمد لله على نعمة القرآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق