عشرون ملاحظة حول الحوار
"جواب/لماذا عقم الحوار عن أي ثمرة"
1- إذا كنت محترما في حوارك فأنت تطبق السنة الشريفة!
واعلم أن هذا ينمي احترام غيرك لك ولما تقول.
وأن تواضعك يمنحك فرصة كي تتعلم ما لا تعلم، مما تظن أنك تعلمه أو أنك لست بحاجة إليه!
2- لتتعلم فن الحوار لابد أن تتعلم الصمت! وأن تعتاد على تبادل الأدوار.
3- لن تغير الشخص المقابل لك في ساعة..فتعلم الهدوء والتريث.
4- لن تحصل على مائة بالمائة دائما مع نفسك أو مع غيرك أو مع المنجزات!
ولو وضعت هذا هدفا دائما في كل التفاصيل فربما أدى بك للضغط الضار على مقدراتك وأعاقك عن خطواتك التالية، كمن أمات
حصانه بتكليفه فوق طاقته أو طبيعته، ففقد الهدف وفقد الحصان..
"إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى"
فسدد وقارب وأبشر.. يعني اقترب إن عجزت أن تصل لغاية الدقة..
5- في أحوال الناس لابد أن تعلم أن الناس بشر! تخيل!
ولابد من ابتلاع بعض النقص..وهذا هو التغافل ومراعاة الفوارق، وهو غير التجاوز عن الانحراف أو عن تبديل المفاهيم.
6- إذا كان من أمامك معاندا فلا تشغل بالك ولا تقف معه وبه وعنده!
لأنه حتى لو قلت له أن الشمس طالعة وهي مضيئة في الضحى سيستثقل قول نعم!
هذا بحاجة لعلاج وعظي لفترة أولا..
7- كما قال الإمام مالك رحمة الله عليه أن الكلام مناوبة وليس مناهبة.
يعني: هناك تداول في الحديث وطريقة متكافئة، هذا.. وإلا فأحد الطرفين مرتكب جناية!
حتى لو وصل للصواب، فهو هنا سيربي قطيعا من الماشية وليس ثلة من البشر أصحاب القضية
8- لكي تصل للصواب: ربما عليك أن تعدل أدواتك في البحث قليلا!
منعا للدوران في نفس الدائرة بنفس المعطيات المحدودة والأفق الضيق
9-إذا كان من أمامك عاطفيا غارقا، أو لا عقل له ليدرك به ولا علم لديه ليميز به:
فلابد قبل الخوض أولا أن تعلمه كيف أننا نقيس الأمور بالأدلة والشواهد والأمانة في التوثيق..
وهذه مسألة تستغرق وقتا، وبعدها عليك أن تستغرق وقتا آخر في إفاقته من نومه أو سكره أو قسوة قلبه!
وإلا فلا حوار حتى حين.
10- الحرص على إفحام الطرف الآخر مرض خبيث، والتحدي أثناء الحوار أحد أعراضه!
11-صمتك أحيانا مقنع ومهيء للإقناع!
12-ابدأ من نقطة الاتفاق.
13- الحياة مع غير أعدائك ليست مناظرة يومية مستمرة..بل حوار ومحبة ونقاش وحرص على الخير
وهضم طوعي للنفس..! ومن خلال هذا يمكنك أن تكون مرشدا هاديا مهديا.
14- الحوار فيه من الحور!
أي الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، وفيه من المجاوبة! أي أن كلا الطرفين
يتجاوب فيه، وليس شخص واحد -مثلا- يعتبر نفسه مصدر العلوم ومصدر توثيق الحقائق الكونية
والشرعية!
15- الخصومة والتعصب يدلان على جهلك حتى وإن كنت عالما بالجزئية! ومثل هذا جدير به أن يضعها في غير سياقها
ويفشل تماما في فهم القلوب...
16- الجدل بغير التي هي أحسن أمر قبيح مذموم وهو والعناد أخوان سيئان.
17- للحوار وقته ومقامه وظروفه! وهي تؤثر على نتيجته حتى لو كان الدليل مع
هذا أو ذاك..فأحسن الاختيار.
18- النقد الهدام يؤذي ولا يثمر سوى الآلام، فلا تجعل قلمك أو لسانك في الحوار كالفأس القاسي! .
19- ناقش نفسك وحاورها وكن صريحا معها أولا، لأنك إن لم توقن - بإنصاف وعلم وإخلاص- بأنك مصيب وليس لديك نقص علم أو قصور جهد أو تحيز أعمى لشيء ما فلن تنقل قناعاتك الوهمية لغيرك.
20- الإكثار من اللوم والتذمر في الحوار ينفران من حولك، حتى لو كنت في أسوأ الظروف! فراع ذلك،
وحتى داخل السجون هناك مبشرون ومنفرون، وصابرون وساخطون, ومحسنون ومسيئون!
وأعلم أنك لا تملك تغيير الأوضاع لكنك مسؤول عن قلمك ولسانك .
نسأل الله العافية والسلامة، وأن يجعلنا ممن رزق الصدق والإخلاص، وأن يتوب علينا بفضله ورحمته