الخميس، 13 سبتمبر 2018

ماذا بعد التوبة

قال/
يا بني داو نفسك لكيلا تهلكك معها:

فإن شعرت بالحسد فاكسره برؤية العدل
الرباني، الذي يشمل ختام المشهد يوم القيامة.
ويشمل علمه بالقلوب وعلمه السر وأخفى تبارك وتعالى، ويشمل امتداده علمه الغيب سبحانه!

وأما ألمها من البلاء
فاكسره برؤية المنة والعافية من وجوه، والألطاف من وجوه أخر!
فإن لم ترها فاتهم عقلك وقلبك؛ فإن في كل مرحلة ومساحة لطف، وفي كل إلهام لطف..
وكان ممكنا أن تزل قدمك وينتهي أجلك ويكون الضر في دينك أو يكون أشد مما بك..وكل مقدر محتوم كائن.

وإن لمست منها الكبر فاكسره بالتواضع وبأعمال المتواضعين... وهيآتهم أحيانا.

وإن لمست منها الاستخفاف

فاكسره بتعظيم الحرمة، والنظر لمن
خلقك للجد لا الهزل.

وإن لمست منها حب المحمدة من الناس فاكسره بالإخلاص، وذاك أمر خفي لا يراه سوى العليم الخبير!

فجرب نفسك وأنت خال، وحدثها في عزلتها، ومرها فلتعمل صالحا لا تخبر به أحدا!

فإن لمست منها طلب جاه وعلو ورفعة فاكسره بالخشوع والتباكي خاليا وحيدا لعلها ترعوي..

وإن لمست منها المنع والبخل والشح بنصيبك وبما خولت فيه ماديا أو معنويا  فاكسره؛ بحثها على الجود والسخاء، وبتذكيرها أن حظك من المقدرات والمواقف شيء زائل مورث لمن تلاك، وبأنك محاسب عليه كله!
وأن خيره لك هو ما أنفقته لا ما أخذته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق