أحاديث مكذوبة ... لا تعد نشرها
.. منقول.
انتشرت في الأونة الأخيرة رسائل دينية تحوي أحاديث منسوبة كذبا وبهتانا لخاتم انبياء الله محمد صلى الله عليه وسلم ويتم تداولها بواسطة مواقع التواصل الإجتماعي والهاتف الجوال ومكمن الخطورة في احتواءها على عناوين من قبيل : انشر ، لا يجب ان تقف عندك هذه الرسالة ، بذمتك انشر ، أمانة عليك تنشر ، أو ستسمع خبراً ساراً ، أو تكسب حسنات في حالة نشرك للرسالة ،.....
حتى في حالة التأكد من صحة الحديث ؛ فلا يجوز كذلك أن يتم تداوله بهذا الأسلوب والحكم على من لم يعد نشره باقتراف الذنوب او العكس !!
... قد يكون هناك أيد خفية تختار أحاديث بعينها من كتب الشيعة وتنشرها مستغلين تدين الناس وحبهم لله والرسول صلى الله عليه وسلم ، فينشرها الناس لسنوات وسنوات قادمة حتى يتقبلها الناس وعندما تأتي أجيال بعدنا ويبحثوا عن مصدرها ويجدونها في الكتب المضللة ، فيقولون هذه الأحاديث كانت متداولة عند اباءنا كذلك من أهل السنة ، فيعتمدونها ، وبذلك نكون افسدنا عقيدتنا بأيدينا .
ومن ابرز هذه الأحاديث المكذوبة التي اشارت اليها الفتوى أولا : الحديث الخاص بوصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى يقول الحديث : ( حينما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ، وأوحى إليه ربه يا محمد ، ارفع رأسك ، وسل تُعطَ. قال: يا رب ، إنك عذبت قومًا بالخسف ، وقومًا بالمسخ ، فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال الله تعالى : أنزل عليهم رحمتي ، وأبدل سيئاتهم حسنات ، ومن دعاني أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن توكل علي كفيته ، وأستر على العصاة منهم في الدنيا ، وأشفعك فيهم في الآخرة ، ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم . يا محمد ، إذا كنت أنا الرحيم ، وأنت الشفيع ، فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟!)
اتفق علماء الحديث على عدم ورود هذا الحديث في صحيح كتب أهل سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتضح من الحديث تناقضه ومعارضته لآيات الله خاصة قوله "ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبة لما حاسبتهم !!" ... لا يمكن تصديق أن يقول الله تعالى هذا القول للنبي صلى الله عليه وسلم ... حيث يقول الله تعالى في القرأن الكريم :{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} ويقول الله : {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} ويقول الله : {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين} ... هذه الآيات تشير إلى أن الله لا يخلق العباد عبثا وانما يخلقهم ليعبدونه ويختبرهم بالحياة الدنيا ويجازيهم على ما اقترفوه من حسنات او سيئات يوم القيامة ويقول الله تعالى : [أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ] {الزُّمر:9}.
كما يقول الله تعالى: " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يره" .
ويقول الله : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
ويقول الله تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد}
هذا الحديث المكذوب والموضوع اراه يفتح الباب على مصرعيه لارتكاب الآثام والمعاصي والاعتماد على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وبالتبعية آل بيته في الدنيا كما يفعل للشيعة ويلتجئون بالأدعية للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته من دون الله في جلسات ذكرهم بقولهم وترديدهم لأدعية وابتهالات وأغاني تحمل عبارات من قبيل : مدد يا نبي ، مدد يا حسين ، مدد يا طاهرة يا ام الحسن والحسين وغيرها من البدع التي لم يجيز بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ولا صدرت عن صحابة الرسول والمبشرين بالجنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ...
وخيرٌ من هذا الحديث المكذوب؛ مارواه مسلم في صحيحه وهو بشارة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم :
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { ربِّ إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } [ 14 / إبراهيم / الآية - 36 ] الآية. وقال عيسى عليه السلام : {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [ 5 / المائدة / الآية - 118 ] فرفع يديه وقال: " اللهم ! أمتي أمتي " وبكى . فقال الله عز وجل: يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال . وهو أعلم . فقال الله: يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك. .
... لكن العامة لم تتوازن بين الترغيب والترهيب .. ففرحت بهذه الأحاديث فرح نسيان وكسل واستخفاف وزلل , واطمأنت إلى أن مصيرها هو الفردوس الأعلى مهما ارتكبت من جرائم وفظائع يشيب لها الوِلدان
فأصبحنا نعيش في مجتمعات بعضها تحكمها شريعة الغاب , القوي منا يأكل الضعيف , والفواحش تعتبر من المسلَّمات , وترك الطاعات أمرا مفروغا منه.. وطلب العلم معرضا عنه ومستهانا به.. والشرك مستباحا ومستحلا...
فالله رحيم ولن يحاسب أو يعاقب أي إنسان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله !
أهل الكتاب قالوا : {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]
فارتكبوا من الكبائر ما يعجز عنه الوصف
فأخبر الله أنهم فعلوا ذلك بسبب : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [آل عمران: 24]
كذبوا كذبة وصدقوها
وكثير من هذه الأمة للأسف فعل مثلهم , وانطلت عليه الحيلة , فأصبح يقترف الذنوب والنواقض دون أي شعور بالندم أو الخوف من الله
وعندما تسوء وينسى أن الصحابة وهم أفضل الخلق , حُجب عنهم النصر في أحد رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم معهم , بسبب ذنب اقترفه فرقة من الجيش
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ } [آل عمران: 152]
لكن أكثر الناس لا يريد أن يسمع مثل هذا الكلام
لأنه كلام يوجع القلب , ويوجع النفس المطالَبَة بترك ارتكاب الكبائر , والالتزام بالفروض والطاعات , ورد الأموال والحقوق لأصحابها
النفوس لا تريد ذلك
تريد حلا جاهزا.. وهذا في قضايا التشريعات فكيف بالاعتقاد وأصول الملة... وكيف لو جهلت وتعبدت بالجهل وأنكرت العلم... نسأل الله من فضله وعفوه.. ولن يدخل أحد الجنة بعمله لكن المشفقين لا يجاهرون ولا يتركون التناهي عن المنكر....
انتهى النقل كما ورد..