الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

صاحب الظلال في ذكراه الجزء الثاني

ترنو بعينيك كما أرى، كل المعاني فيهما ...
تحكي لي مقلتيك عن مقامك،
نظرتك الحزينة العظيمة تحكي لي مكانتك، تماما كقلمك ومواقفك…
إطلالتك عليهم وأنت واهن البدن كليل اليمين تحكي لي كم كنت عميقا ساكنا، كم كنت جليلا مستعليا..
كم كنت صابرا مشفقا ..عيناك تحكيان كم كنت منهكا لكنك كنت صامدا حكيما قرير العين! … لو رأيتك لقبلت أناملك، كنت نعمة وكرامة من الله لهذه الأمة، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله....وأنت أحق من يقال فيه ما قاله ابن الوردي في شيخ الإسلام:
توفي وهْوَ محبوسٌ فريدٌ *** وليسَ لهُ إلى الدنيا انبساطُ
… .
قضى نحباً وليسَ لهُ قرينٌ *** ولا لنظيرِهِ لُفَّ القماطُ
فريداً في ندى كفٍّ وعلمٍ *** وحلُّ المشكلاتِ به يُناطُ
وكانَ إلى التقى يدعو البرايا *** وينهى فرقةً فسقوا ولاطوا
وكانَ يخافُ إبليسٌ سطاهُ *** بوعظٍ للقلوبِ هوَالسياطُ
فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ *** وياللهِ ما غطَّى البساطُ
هُمْ حسدوهُ لما لم ينالوا *** مناقبَهُ فقد مكروا وشاطوا
وكانوا عن طرائقهِ كسالى *** ولكنْ في أذاهُ لهم نشاطُ
وحبسُ الدرِّ في الأصدافِ فخرٌ *** وعندَ الشيخِ بالسجنِ اغتباطُ
بآلِ الهاشميّ لهُ اقتداءٌ *** فقد ذاقوا المنونَ ولمْ يواطُوا
… .
ولكنْ يا ندامةَ حاسديهِ *** فشكُّ الشركِ كانَ بهِ يُماطُ
ويا فرحَ اليهودِ بما فعلتم *** فإنَّ الضدَّ يعجبُهُ الخباطُ
ألمْ يكُ فيكمُ رجلٌ رشيدٌ *** يرى سجنَ الإمامِ فيُستشاطُ
إمامٌ لا ولايةَ كانَ يرجو *** ولا وقفٌ عليهِ ولارباطُ
ولا جاراكمُ في كسبِ مالٍ *** ولم يُعْهَد لهُ بكمُ اختلاطُ
ففيمَ سجنتموهُ وغظْتموهُ *** أما لجزا أذِيَّتِهِ اشتراطُ
وسجنُ الشيخِ لا يرضاهُ مثلي *** ففيهِ لقدرٍ مثلكمُ انحطاطُ

فما أحدٌ إلى الإنصافِ يدعو *** وكلٌّ في هواهُ له ُانخراطُ
سيظهرُ قصدُكم يا حابسيهِ *** ونيتُكُمْ إذا نُصِبَ الصّراطُ
فها هو ماتَ عندكمُ استرحتمْ *** فعاطوا ما أردتم أنْ تعاطوا
وحُلُّوا واعقدوا منْ غير ردٍّ *** عليكمْ وانطوى ذاكَ البساطُ
..
..أحسبك كنت عبدا صالحا والله حسيبك.. أحسبك مجدد المائة ولا أزكيك على ربك، هو أعلم بك، أحسبك قضضت مضاجعهم ولا زلت تشوك حلوقهم ..رحمة الله تعالى عليك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق