"الإسلام عقيدة التسامح ولكنه ليس عقيدة التميع، إنه تصور جاد ونظام جاد , الجد لاينافي التسامح ولكنه ينافي التميع .
..
سيبقى القرآن كتابا مفتوحا للأجيال يهتدي به من هم بعد في ضمير الغيب وقد يكون منهم من هو أشد إيمانا وأصلح عملا وأنفع للإسلام من كثير سبقوه .
..
إن العاقبة للمتقين طال الزمن أم قصر فلا يخالج قلوب الداعين إلى رب العالمين قلق على المصير ولا يخايل لهم تقلب الذين كفروا في البلاد فيحسبونهم باقين .
...
لقد قامت كل عقيدة بالصفوة المختارة لا بالزبد الذي يذهب جفاءا ولا بالهشيم الذي تذروه الرياح .
...
الإنسان لايعلم والله وحده يعلم فماذا على الإنسان لو يستسلم .
..
الدعوة أقدم من الداعية .
..
- إننا لنبخس القرآن قدره إذا نحن قرأناه وفهمناه على أنه حديث عن جاهليات كانت! إنما هو حديث عن شتى الجاهليات في كل أعصار الحياة.
- إن القرآن لا يقصّ قصّة إلا ليواجه بها حالة. ولا يقرر حقيقة إلا ليغيّر بها باطلًا... إنه لا يقرر حقائقه للنظر المجرد، ولا يقص قصصه لمجرد المتاع الفني.
- كل زاد سوى زاد الإيمان ينفد. وكل عدة سوى عدة الإيمان تُفل. وكل سند غير سند ﷲ ينهار!
- النصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه. أولًا لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة. وثانيًا لأن الذين نالوه لم تدرب قواهم على الاحتفاظ به ولم تشحد طاقاتهم لكسبه. فهي لا تتحفز ولا تحتشد للدفاع عنه.
- إن الذلّ لا ينشأ إلا عن قابلية للذل في نفوس الأذلاء.
- بعض الحشرات يختنق برائحة الأزهار العبقة، ولا يستطيع الحياة إلا في المقاذر، وبعض الديدان يموت في الماء الطاهر الجاري، ولا يستطيع الحياة إلا في المستنقع الآسن. وكذلك المجرمون.
- إن نظرة واحدة شاعرة لكفيلة بإدراك حقيقة الجمال الكوني، وعمق هذا الجمال في تكوينه، ولإدراك معنى هذا اللفتة العجيبة: (وزيّنّاها للناظرين).
- رُبّ ساعة تعدل عمرًا بما يحتشد فيها من أفكار ومشاعر، وبما يتم فيها من أعمال وآثار. ورب عام يمرّ خاويًا فارغًا لا حساب له في ميزان الحياة، ولا وزن له عند ﷲ!
- إن الصغير هو الذي يبعد عنه يدك التي تمتد لتسانده، ليظهر أنه كبير!!
- إن الإنسان بغير إيمان حقير صغير، حقير المطامع، صغير الاهتمامات.
- إن وقفة أمام اللحظة التي يبدأ فيها الجنين حياته على الأرض، وهو ينفصل عن أمه ويعتمد على نفسه، ويؤذن لقلبه ورئتيه بالحركة لبدء الحياة. إن وقفة أمام هذه اللحظة وأمام هذه الحركة لتدهش العقول وتحير الألباب، وتغمر النفس بفيض من الدهش وفيض من الإيمان، لايقف له قلبولا يتماسك له وجدان!
- إن الندم والتوبة ليسا نهاية المطاف، ولكنه العمل الذي يعقب الندم والتوبة. فيصدق أو يكذب تلك المشاعر النفسية ويعمقها أو يكتسحها بعد أن تكون!
- ليس المعول عليه هو العمل، ولكن باعث العمل. فالعمل حركة آلية لا يفترق فيها الإنسان عن الآلة إلا بالباعث والقصد والغاية.
- الإنسان يستقبح السوء أول مرة بشدة، حتى إذا تكرر وقوعه أو تكرر ذكره، خفت حدة استقباحه والاشمئزاز منه، وسهل على النفوس أن تسمع -بل أن ترى- ولا تثور للتغيير على المنكر.
- الغفلة أشد ما يفسد القلوب. فالقلب الغافل قلب معطل عن وظيفته. معطل عن الالتقاط والتأثر والاستجابة. تمر به دلائل الهدى أو يمر بها دون أن يحسها أو يدركها. ودون أن ينبض أو يستقبل.
....
هذه الكلمات لصاحب الظلال، رحمه الله تعالى، أسوقها في ذكرى استشهاده- نحسبه كذلك والله حسيبه- عالما علما مجددا أديبا فريدا، عز نظيره في آخر الزمان.