الأحد، 3 يوليو 2016

حول قول صدق الله العظيم... نقاش متجدد


 وليس هناك التزام بهذا الذكر تعبدا ولا تسننا بالمواظبة،  فكثيرا ما نذكر الآيات ولا نقولها،
وهذا لا ينفي وجوب التنويه مع كامل التقدير  إلى غلو هؤلاء المفتين في التبديع وفي سد الذرائع في مقابل جهل الناس الذي يحتاج فقها أوسع وأرحب ...ليس هذا في هذه الفتيا بالخصوص وإنما عامة، فهم لا يسكتون عما سكت عنه النبلاء من شيوخ الإسلام في أمور كثيرة ...فأصولهم في التبديع مبتدعة لا توافق ما عليه تلاميذ التابعين ومن تلاهم .. وشتان بين التخطئة والتبديع...
وهذا فقط للتنويه عن الموقع ، وأما الاستئناس وقول صدق الله العظيم  على غير سبيل المواظبة فهناك أمثلة جميلة له للتدبر وهي مجموعة نتيجة نقاش مكرر سابق في ذات المسألة :


 في "حاشية نهاية المحتاج" (2/ 43): "لو قال: (صدق الله العظيم) عند قراءة شيء من القرآن قال - شمس الدين الرملي -: ينبغي أن لا يضر"

قال الإمام القرطبي رحمه الله بعد قوله تعالى:
({ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يلبثوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الفاسقون }، صدق الله العظيم)، أهـ.

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:( {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا* وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ}[سبأ:17]
أي: عاقبناهم بكفرهم، قال مجاهد: ولا يعاقب إلا الكفور، وقال الحسن البصري: صدق الله العظيم، لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور.

قال الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان على قوله تعالى: ({ وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتهآ أَنفُسُهُمْ}[النمل:14]، بقوله: صدق الله العظيم، وكذب كل كفار أثيم.


قال الإمام السيوطي في تنوير الحوالك شرح موطأ الإمام مالك  (ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته)،فيعلق السيوطي بقوله: (وهذه غاية في الحفظ ليس بعدها مطمع لأحد صدق الله العظيم إذ يقول: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر:9].

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله في أسنى المطالب: (وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته فأجاب بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة ؛ لأنه ذكر ليس فيه خطاب آدمي).





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق