الاثنين، 24 أغسطس 2015

الألم..

أشد وجع نمر به هو ألم صامت؛ عندما يبدو-ظاهرا- كل شيء على ما يرام..وهل هناك ألم له صوت! نعم...هناك ألم ظاهر في أسبابه أو نتائجه بشكل يجلب العذر في العزلة، أو في أن تخلد إلى السكون، أو أحوال "مس" الضر والعذاب.. ويبقى تذكر من جعل الله تعالى- وهو العليم بكل الخفيات، وببواطن كل أمر سبحانه- قولهم وفعلهم أسوة،و حالهم سلوى، وواقعهم تثبيتا للفؤاد ونجوى، ومآلهم خير رجاء، وأجمل عقبى ونتيجة دعاء، وأسعد نهاية لصبر العمر، وأروع بداية لحسن مآب، ولنعيم أبدي....فقهوا أن العمر قصير، لا يستحق قنوطا وسح دمع ممتد وبؤس خالد...وهناك أمر أكبر من ذلك...التجربة محدودة بسيطة عابرة مع أيامها...لكن هناك كونا، وهناك إله خالق بارئ فتاح عليم بديع السماوات سبحانه...من لا يبصر بقلبه صنعه في التاريخ فهو أحمق، وإن تفلسف و ابتكر في صنعة غفل عن مكونها..... "مسني الضر" " مسني الشيطان بنصب وعذاب"...ما هذا...أي أدب في اختيار الكلمات...أي حس...أي تلطف وتودد ورقة لفظ..أي هدوء دون جزع...أي جمال منطق ودعاء وفهم.....وكانت صحبتهم بالصبر والذكر والدعاء، وتلمس سابق فضل الرحمن وحاضر لطفه، حتى كان في عمق المحنة حياؤهم من كرمه وحلمه، ونظرهم إلى من دونهم، وإلى قصور شكرهم...إنها الحقيقة..التواضع هنا عبادة عالم وليس تكلف مهذب لنفسه..عبودية الخضوع...حجمك الحقيقي وحقيقة وضعك كمخلوق عرف الله...عرف ربه...الله أكبر ولله الحمد رب السماوات ورب العالمين "إنا وجدناه صابرا..نعم العبد...إنه أواب" Like

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق