الأحد، 11 يونيو 2023

أهمية حفظ القرآن

منقول/

 ( يقول بعضهم مشروع حفظ القرآن ليس فريضة، ولا هو أولية قبل الفهم والتطبيق للقرآن، نعم.. لكنه طريق مناسب إلى هذا في ظروفنا، والقراء سابقا من سلفنا كانوا من الأفاضل، وكتيبة القراء كانت أثبت الكتائب، ولم تنكشف بحروبها، بل استبسلت دوما، وفي الزمان الصعب صار مشروع الحفظ وسيلة مميزة للربط به لأسباب كثيرة في ظروفنا.

الحفظ مشروع لا يعرف الفشل، فحين يبدأ الراغب في حفظه ثم تنتهي عزيمته ويضعف نشاطه وقد حفظ بعض أجزائه؟ فهل يعتبر مشروعه فاشلاً؟ إن هذا الجهد لم يذهب سدى، بل هب أنه لم يحفظ شيئاً يذكر، فالوقت الذي بذله في التلاوة والحفظ والمراجعة وقت قضاه في طاعة الله -تبارك وتعالى-، وكم آية وسورة تلاها، وقد علمنا أن الحرف من كتاب الله بعشر حسنات!.

ولماذا نحفظ القرآن الكريم؟
من فضائل حفظ كتاب الله
... إذا كان القرآن الكريم كلام الله -تعالى- وإليه التحاكم والحكم، وهو المرجع عند النزاع والخلاف لدى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فما ظنكم بمن يحفظه ويعنى به ويشغل به وقته؟!.

أن حفظه تأس بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يحفظه ويديم تلاوته، ويعرضه على جبريل -عليه السلام- في كل عام مرة، وفي السنة التي توفي فيها عرضه عليه مرتين، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقرأه أصحابه -رضي الله عنهم- ويسمعه منهم.

ومنها: أن في حفظه تأسياً بالسلف وسيراً على جادتهم، فقد كانوا يبدؤون بحفظ القرآن ودراسته قبل سائر العلوم

 

ومنها: أن حفظ القرآن من خصائص هذه الأمة، يقول ابن الجزري: "إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، وهذه أشرف خصيصة من الله -تعالى- لهذه الأمة"، ولا يزال حفظ القرآن شعاراً لهذه الأمة وشوكة في حلوق أعدائها، يقول أحد المستشرقين: "لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً"، ويقول آخر: "إننا اليوم نجد على الرغم من انحسار موجة الإيمان آلافاً من الناس القادرين على ترديده عن ظهر قلب".

وحين يدخل المؤمنون الجنة فإن حافظ القرآن يعلو غيره وتعلو منزلته، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا؛ فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا"، قال ابن حجر الهيتمي: "الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها، ولا يتفاوتون قلة وكثرة".

ومنها: أن حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له غالباً، فهو لن يحفظه حتى يكرره كثيراً، ولا يثبت حفظه إلا بالمراجعة المستمرة، وقد علمنا أن في تلاوة الحرف من كتاب الله عشر حسنات.

ومنها: أن حافظ القرآن الكريم يستطيع التلاوة في جميع أحواله، فهو يقرأ ماشياً ومضطجعاً، ويقرأ وهو يعمل بيده أو يقود سيارته، وفي السفر والحضر، أما غير الحافظ فلا يمكنه ذلك مهما حرص.

ومنها: أن حفظ القرآن زاد للمعلم والمتكلم، فإذا كان يحفظه فهو بين عينيه تحضره الأدلة والشواهد، فينتقي منها ما يناسبه، بخلاف غير الحافظ حيث يعسر عليه الوصول إلى موضع الآية، فضلاً عن قراءتها حفظاً،

سهولة حفظ القرآن وتيسره

وبعد هذا التطواف في هذا البستان الحافل بالخيرات، لمن أقبل على كتاب الله وحفظ ما يستطيع منه، ينبغي لنا أن لا نحرم أنفسنا من هذا الخير، بل نرغب فيه ونتعاهد أنفسنا عليه، ونربي أولادنا على محبة كتاب الله -تعالى- وحفظ المستطاع منه، ونحاول معهم بالتحبيب والترغيب والإقناع وتقديم نموذج الإجلال والاهتمام عمليا أمامهم، وهو -بحمد الله- كتاب ميسر للمدكر، ومتى أقبل المسلم على حفظه بعزيمة وهمة ورغبة فيما عند الله -تعالى-، مع شيء من الترتيب والمدارسة والمراجعة؛ فإنه لن تمضي عليه سنتان إلا وقد حفظه، أما إن كان عظيم الهمة قوي العزيمة، فسيحـفظه -بإذن الله- في أقل من ذلك كما معلوم متواتر.

وما أجمل أن يشب أولادنا على محبة كتاب الله -تعالى- وحفظه!، حيث إن أثر ذلك ملموس في السلوك والخلق، بل يكون معيناً لهم على دراستهم وتقويم ألسنتهم ولغتهم كما هو مشاهد معلوم.))

  منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق