بعض الحوارات ليست لغوا تافها، بل هي ذكرى للغافل.. ترقق القلب وتوقظ العقل، وتشكل حجة تنبه النائم والمعرض، وخزينا للذاكرة لعلنا نحتاج استرجاعه/
كما هي... مؤثرة بدون تفاصيل:
قال الأول: بعض الفقهاء ناقش مسألة في مذهبه (لماذا نحبس من منع مبلغا يعتبر بسيطا حتى يرده لصاحبه...)
يلمح أن المبلغ قليل، والمسألة هي حين يكون المماطل غنيا جاحدا قادرا ممتنعا والمبلغ دراهم معدودة..
فقال له شيخه/ لأنه يؤذي ويضر المظلوم كل ساعة، ويحرمه ليل نهار بمنعه حقه حتى يرده.... فنحبسه عن مصالحه بالمثل والجزاء من جنس العمل ليشكل ضغطا يجبره ... وبعيدا عن فقه المسألة، فهو إشارة فقط للتحفيز/
قال الآخر/
لعل هذا مثله مثل الظلم الاجتماعي، في المواريث والواجبات وفي اقتسام المصاعب! ومعنويا! ووو.... ، وهو يختلف عن المعصية المؤقتة وعن السقطة العابرة في كونه يظل وضعا مؤلما متجددا أسبوعيا مثلا، ومحدثا للضرر، ويبقى ممكنا تعديله وإصلاحه، ولو معنويا أو تصويبه ولو جزئيا، ورغم ذلك يبتلعه الجاني- الأقوى معنويا والأقسى قلبا- وكأنه تطبيع مع الظلم، فهو هنا غبن وشر وألم قائم بإصرار وتكرار واستهتار، أو ربما بتجاهل وتبرير وتخدير بالعرف والتأويل الفاسد للنصوص! ، أو بالتعامي عن الواقع وعن التغيرات المعتبرة شرعا والاكتفاء بوجه واحد لقراءة المشهد... وجه مريح للآكل.. أو ربما يمرره بأي تخريف غيره من الباطل وادعاء قلة الحيلة وبأي تهوين للموضوع وتقليل له، أو بالتأجيل والتسويف المخل والذي يفوت أوان الانتفاع بالمتاع وبالعمر وو الخ ...
وقال مسلم جديد ليس ببعيد عن المشهد.. والبلدان باتت نقطة في فنجان/
(يقول الدعاة أنني سأتعرض لاختبارات أو مغريات كنوع من التمحيص، ومن ساعة ما علمت وسؤالي اليومي:
ما الذي يحدث لي ويعتبر امتحانا لنفسي.. لأرى عمليا هل أنا صادق في خلوتي' وفي اختياراتي ومواقفي؟ وهل أنا صبور أمام المحرمات وعند المشكلات والمغريات وعند بذل الجهود، وهل أوفي العهد والميثاق كمؤمن، وهل أحكم نفسي وهواي أم لا..
وعقب الثالث.../
وهل يرحل الطيبون بالذات سريعا.. أم لأننا نفتقد جمالهم ونقاءهم فنحس بالخواء ويمر الوقت بعدهم بصعوبة فقد كانوا يهونون مروره.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد