الأحد، 3 يناير 2021

البلاء ‏٢ ‏

الأصل هو الإتقان والجمال والعافية والكمال.


والابتلاء بالألم والنقص وبالزيادة والفقد إنما هو استثناء واضح للامتحان، عارض من حيث الكل المجمل والمحيط، ومن حيث نفس المصاب وذاته وتفاصيله، ومن حيث السياق الزماني الطويل.

  
والأَولى بالعاقل عند المصيبة أن يقوم بما عليه، ويفكر فيما ينفعه ويفيده ويجبره، ولا يُتعب نفسه في البحث والتفتيش عن أسئلة لا يبنى عليها عمل مفيد.


أسوتك النبي صلى الله عليه وسلم، صبر حين منعوه عن العمرة، وهو أكرم البشر وأحقهم بالبيت!

وغادر دياره الحبيبة، وتحمل صنوف الفقد كافة، وكذا ألوان الأذى... معنويا وماديا.

وكذلك مر صلى الله عليه وسلم بالغنائم والوفرة والسلطة! فكان أحسن أسوة في الزهد والإنفاق والعدل والرحمة والشفافية.


وتواضع صلى الله عليه وسلم ساعة الفوز، وعفا عند القدرة! ولم يفته الحزم والحسم والحكمة ساعة البأس.


واقتد بيعقوب عليه السلام - أكرم خلقه سبحانه في وقته- صبر على فقد ابنه وبصره!
وأقبل على نفسه وصلاته وذكر ربه، وعلى السعي في الأسباب والدفع والحث والتحسس والرجاء الجميل ...


وهكذا قضى الله تعالى بالخلق والامتحان بالبلاء فالجزاء.

 هكذا حكم وقدر:
 تحقيقا للأعمال ورفعا للدرجات ومحوا للذنوب
 وذوقا للمعاني
 وإحقاقا للمقامات وتربية للنفوس



تأتي الشدة فتكتشف عن نفسك وعما حولك ومن حولك وتتأدب..
تأتي الأزمة فتعلمك ويظهر الدين من ادعاء التدين!

يأتي الخير العميم فتظهر الرغبات والأخلاق والتربية على حقيقتها.


هكذا قدر وقضى سبحانه وتعالى



 تمحيصا وتبيينا لأحوال الناس بالمحن والأزمات والشدائد والمشكلات.
وكذا بالغنائم! وبالفرص والسطوة والمناصب!

كذا كتب وخلق وبرأ سبحانه:
 تطهيرا للتائبين ومحقا للمستحقين العقوبة، وكشفا للزيف وأهله.



اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق