الأربعاء، 20 يونيو 2018

التعوذ من فتن الدنيا.. تعقيب على ما سبق

رضي الله عنكم جميعا وحفظكم وهدانا لنوره تعالى وشكر لكم الإعانة على الذكر والتدبر ..... تذكرت تحرز دكتور المسيري من ذئاب ثلاث هي المال والشهرة ونهم الاطلاع بلا إنتاج.. رغم الحاجة لهم جزئيا أحيانا لأداء الرسالة. وبعض الأشياء قد لا تذم لذاتها، فليست شرا محضا مطلقا، لكنها تذم مضافة للسبب الموجب لجعلها مفسدة لابن آدم، أي حين تكون هي موضعا للفتنة بكونها آسرة؛ بالمبالغة أو بسوء التوجيه، مثل التعوذ من فتنة الأموال والأولاد والدنيا واللسان والبطن والعرش والفرش والشهرة .. ومثل اعتبار لفظ الفتنة دوما محنة ومزلا للأقدام، وقد جرت العادة اللغوية العربية بذلك التغليب أي اعتبار الأعم والتعبير به وهو منتشر في دواوين الإسلام .. كأن تكون فتنة الغنى أشد من فتنة الفقر وفتنة الأولاد أشد من فتنة العقم، فتذكر منفردة كثيرا، وقل من ينجو منها فتذكر دون المضاف إليه وشتى الأشياء يستفاد منها كمعراج للسماوات العلا فقط حين لا تكون سجنا للإنسان؛ فحينئذ وفي إطارها المستحوذ يصبح العقل حبيس نمط معين، ويمسي قلبه أسير لحظة لها سياقها! لكنه يظنها صورة جامدة مقدسة في هيئتها وشكلها دون النظر لجوهرها ومقصدها وعلتها، فيتحرك الزمان ويتجاوزه، وتكون وبالا على صاحبها في سلوكه وعاقبته ... نسأل الله العافية.. أما من يتلمسون مواطن الجمال وينفذون لجوهر الحكمة في كل موقف وشيء ومكان فهؤلاء ربانيون..جعلنا الله منهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق