((... ** وألا يرى شيئا عجيبا فيعجبا))
هذه الفراشة آية تهدي من
تحير ليمسك أحد الأسباب.
والمفتتح شطر بيت من الشعر فيه أن الهلاك الحقيقي للفتى إنما هو في البلادة العقلية والنفسية، وقد ذم القرآن جمود هؤلاء الجفاة الغلاظ.
هذه الجميلة الرقيقة الهشة رزقها مضمون وسط المفترسات
وكيف تحمي نفسها؟
بطريقة مختلفة..
إنها تأكل صنوف أزهار معينة فقط، أزهار يميزها أن كيمياء نواتجها قلوية جدا! فتجعل مذاق الفراشة نفسها غير مستساغ بل وناتج هضمها ساما للآكلين!
فتتعلم الطيور وتعلم بعضها، وتميزها بلون جناحها الجميل وتتحاشاها...
سبحان من علم وأرشد
لأن إلف النعم يقسي القلب
وإلف العجائب يجمد العقل..
فلكي ترتفع للمراتب العالية عليك أن تخالف برود نفسك ونمطيتها، فتتعلم وتتأمل وتسبح، وتعتكف وتخلو، وتصوم وتزهد.. فتصفو وترق وتشف وتفهم وتحتمل
كانت منة التعليم وشرف العلم كرامة لأبينا آدم عليه السلام، ونزل الأمر المتلو يوميا بالتدبر والنظر والتفكر في خلق الإبل والأرض والسماء!
كتب أحد العلماء أنه كان يركع قبل إسلامه كلما فهم أعجوبة ويبكي ويناجي قائلا إنك لعظيم.
خشية العلماء تشمل المخلصين المتدبرين في كل العلوم.
وواضح أنها مسألة مستمرة، لأن رؤية القدرة بالبصيرة:
توقظ العقل وترقق الفؤاد وترقي بالفكر.
ثم تزيد الإجلال للخلاق البديع.
وتورث خشية العلماء المخلصين
وتزيد تقوي المتوكل بتقوية ثقته بالقوي الخبير القدير، وبتجديدها كتجديد الوضوء..
وتزيد حرص المكتشف على المحبة والقرب من هذا الخلاق الواسع العليم
مفتاح روعة التصميم وألق الجمال! وكون الطرق لنفس الشيء تختلف جدا وتتشابك وترسل رسالة إبداع، وتتنوع بما يدهش، فهي تجليات وليست حتميات، وهي تتكامل وتتسع وتتعقد ولا يختل النسق العام أبدا.
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)