يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ
أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى
وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً
وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه.
بعض الساسة يحاسبون شعوبهم ولا يحاسبون أبناءهم ولا ذواتهم.
يحسبون اللقمة على فقراء قومهم ويغارون منهم! ويحقدون عليهم كخصوم!
يستكثرون الخير على مواطنيهم الذين دفعوا ثمن ما بأيديهم هم!
يمتلئون شرا وظلما وقيحا كأنما تركوا باقة الإيمان والإصلاح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فنزلوا للقاع، وما بقي لهم غير ذلك.. وهو: أسفل سافلين..
قال لي/
زميلنا "فلان" تغير تماما في عشر سنوات، لم يكن كذلك أبدا! كان متنظفا واعيا.. نعم كانت هناك أخطاء عابرة..
لكنه ذهب للسياسة ومكاسبها وللرسميات التي لا تقبل سوى بيع النفس، ذهب للتفكير المادي الأعمى، ولصنم عجوة المصلحة العليا.
لقد صار شيطانا وفقد التمييز ... سمعته يبرر كل شر من تصرفاته في منصبه وداخل عائلته، وحتى من أحوال الناس البعيدين! والمجتمع والسياسة الدولية!
يتقمص شخصية المفتري حتى فيما لا ناقة له فيه ويدافع عنه ويسوغ له ويحمل إثمه..
عوفيت أخي من الغنى مع الفراغ.
عوفيت من الخواء ميلا إلى الباطل والملل...
عوفيت من الركون للهوى واسترواح الابتذال المحقر، والذي يتراكم فيطمس القلب، فلا يشمئز صاحبه من الانحراف والقرف وامتصاص دم الناس وسرقتهم، ويصيبه العمى والخلل.
((غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً
تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار...))
يتسلطون علينا فيحزنوننا!
لا أقول يقتلوننا فقط..
((يا ظالماً جارَ فيمن لا نصيرَ له
إِلا المهين لا تغترَّ بالمهلِ
غداً تموتُ ويقضي اللّه بينكما
بحكمةِ الحق لابالزيغِ والحيلِ))
يدعون الإلهية على غيرهم ويستعذبون التطاول والظلم والبغي والمحاباة.
ليتهم يحاسبون أنفسهم وخاصتهم سواء بسواء .. كما يطلبون من الناس وكما يفترضون فيهم.
وكما يقولون ينبغي عليهم كذا والصواب منهم كذا، والأصول المرعية كذا..
ليتهم حتى يسيئون الظن بالجميع حتى خاصتهم! ويقترون عليهم كما يفعلون برعيتهم..
((أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ
وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار
سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي
ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ
إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما
حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ))