الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

جزاء الصبر الفوري!

 الحمد لله


 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ 

وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ 

وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ 

وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ 


البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ


 طبع الدنيا لن ينقلب تماما لكل واحد منا، فهناك قضاء مبرم محتوم.


ولا دنيا بلا شيء من ابتلاء، ولو بالغنى والقوة والقدرة مع الامتحان! ولو بشيء من الرغبة والتكليف والاختيار والإرادة!


وحتى من يعطى مناه: ما إن يحصله حتى يمل ويتطلع لسواه، ويبدأ في مكابدة الشهوات والمكاره وألمها المعنوي وضغطها، وتظهر له أمانته...


والحديث رواه الإمام أحمد بذات المعنى وبلفظ : 

( .. وَمَا أَجِدُ لَكُمْ رِزْقًا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ )


مما قال العلماء من السلف الكرام النجباء:


"مَنْ يَمْتَنِع عَنْ السُّؤَال يُجَازِيه الله عَلَى اِسْتِعْفَافه بِصِيَانَةِ وَجْهِهِ وَدَفْع فَاقَته" 


"... إِمَّا أَنْ يَرْزُقهُ مِنْ الْمَال مَا يَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ السُّؤَال، وَإِمَّا أَنْ يَرْزُقهُ الْقَنَاعَة! "  


" مَنْ يَطْلُبْ مِنْ نَفْسِهِ الْعِفَّةَ عَنِ السُّؤَالِ

 أَوْ يَطْلُبِ الْعِفَّةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى:


 ( يُعِفَّهُ اللَّهُ )

 أَيْ يَجْعَلْهُ عَفِيفًا!"


" الْإِعْفَافِ وَهُوَ إِعْطَاءُ الْعِفَّةِ، وَهِيَ الْحِفْظُ عَنِ الْمَنَاهِي!"


يعني يقيك هذه السنوات من التلطخ بالقاذورات واستحقاق الحساب العسير والضنك والعمى...


"من قَنِعَ بِأَدْنَى قُوتٍ، وَتَرَكَ السُّؤَالَ-ليس ترك العمل والاجتهاد- :

تَسْهُلُ عَلَيْهِ الْقَنَاعَةُ ، وَهِيَ كَنْزٌ لَا يَفْنَى." 

 


( وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّه )

  

( وَمَنْ اِسْتَكْفَى كَفَاهُ اللَّه )


 " ( وَمَنْ يَسْتَغْنِ )

 بِاَللَّهِ عَمَّنْ سِوَاهُ

  ( يُغْنِهِ )

أَيْ فَإِنَّهُ يُعْطِيه مَا يَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ السُّؤَال، وَيَخْلُق فِي قَلْبه الْغِنَى!

فَإِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس "...


" ( يُغْنِهِ اللَّهُ )

 أَيْ يَجْعَلْهُ غَنِيًّا، أَيْ بِالْقَلْبِ "....


ومن اعتاد التطلع لا يكف عن السؤال والاسترسال والابتذال والنهم، ولا ينفطم ولا يرتاح، ولا تبقى له مروءة، ويبقى قلبه فقيرا جائعا طامعا قلقا جشعا مهما امتلك.


 


 ( وَمَنْ يَتَصَبَّرْ )

 أَيْ يُعَالِج نَفْسه عَلَى تَرْك السُّؤَال-لا ترك السعي- وَيَصْبِر.


( يُصَبِّرهُ اللَّه )

 يُقَوِّيه وَيُمَكِّنهُ مِنْ نَفْسه ، حَتَّى تَنْقَاد لَهُ، وَيُذْعِن لِتَحَمُّلِ الشِّدَّة " ....


" الصَّبْر أَفْضَل مَا يُعْطَاهُ الْمَرْء" لأسباب منها:

"لِكَوْنِ الْجَزَاء عَلَيْهِ غَيْر مُقَدَّر وَلَا مَحْدُود ..."


الحمد لله رب العالمين.


اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق