السبت، 6 يوليو 2019

حول تفسير : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير"

وهو في موقفه الصعب، محتاج وبلا مأوى:

"رَبِّ إنّـي لِـمَا أنْزَلّتَ إلـيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِـير"



من الدروس المستفادة من هذا الموقف الخالد:

* دوما يقول: يا رب .. "رب نجني".."رب اغفر لي".."رب بما أنعمت علي" ..."عسى ربي أن يهديني"... "رب اشرح لي صدري"... "ربنا إننا نخاف".." ربنا إنك آتيت.."
إلى آخر مواقفه المشهودة ..



أي أنه كان دوما مع الله في كل مواقفه
الشخصية والعامة..



هو كليم الله ...ولكن لم تنته الابتلاءات في حياته بعد أول منزل ..
فالقرب لا يعني دوما العافية من سنة التدافع والسلامة من الصبر والألم العابر..
وإن كان الابتلاء قد يكون بالغنى والخير واخضرار الدنيا وبالملك والعلم! والقوة والقدرة..وتهيؤ الفرص!




* كان نبـيّ الله بجهد جائعا بعد أيام من السفر وأصابه الهُزال وما معه درهم ولا دينار فقال
{ رَبِّ إنّـي لِـمَا أنْزَلْتَ إلـيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِـيرٌ}

رب إني مـحتاج

إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ وتيسره لي.




* {أَنزَلْتَ إلي من خير ..}

يعني أن كل الخير لي إنما هو منك وحدك في الحقيقة، وإنْ وصلني بأسباب، لأنك من تسوقها في المقادير، فنهاية الأسباب هي المسبب الأول وهي المنعِم الأول الذي ينتهي إليه الأمر كله، فهو من أوجد وقضى وأمد واعتنى وقدر ورزق وهيأ ويسر المتغيرات ...

وهذا خشوع وافتقار وتوحيد للواحد القهار




*اتجه للدعاء واليقين والتوكل بعدما قضى واجبه نحو الخلق بأن أعان الضعيفتين.


* جاءه الجواب سريعا
خير وبركة وزوجة ودار ومأوى، وأي أهل! في حضن نبي وآل بيته، وهكذا جواب المتوكلين ..غذاء النفس وسكون القلب..محطة واستراحة لمناضل حتى يستروح في أول ظل قابل.




* "لما أنزلت" عبر بالماضي! تعميماً لحالة الافتقار، وتحققاً لإنجاز الوعد بالرزق وشكرا وفألا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق