هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف
أولا أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال كما جرى مع
عجل بني إسرائيل وهذا اختبار للعقل البشري فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما
تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة
ومع صوفية يخرقون فمهم بالسيوف ووو
لهذا الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره
والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل
أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه
ثانيا أن النعيم قد يحدث للضال وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا “سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم....
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
قدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
كلا... “ فالأمر مرفوض-بكلمة كلا- قرءانيا ليست الموازين بسعة الحال
والنعيم او المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
نصوص تتحدث عن ابتلاء للمؤمن كل حين
وابتلاء للكافر قصمة واحدة
وهذا معناه أن السنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات وأن البلاء مشترك
والعليم بالحقيقة هو من يعلم الصورة كاملة بعمقها وهو القلب وهذا علم الله تعالى
وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره
ثالثا أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما كما قال ابن قدامة
أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد ان يتحرى لدينه كل وقت كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا والفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به
فعليه التعمق في دراسة وفهم
العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها وفقه العزلة الشعورية وفقه الواقع الذي لا غنى عنه
لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة او منطقا خاصا
كمؤمن ءال فرعون
ومما يوصى به في ذلك:
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان-مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم -رسالة قصيرة لكنها ناجعة لو طبقت
كتاب الفتن لنعيم بن حماد
مذكرات علم أصول الفقه
كتب التفسير وتدبر القرءان للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
الرقاق والقلوب والأخلاق ومنها سير النبلاء ورقائقهم
هذه هي العلوم المطلوبة قبل غيرها حاليا
والصواب أن نحدد منهج الاستدلال يعني في أي حوار بم نستدل وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه
ومن ثم تسمعين ما يدعيه فلان أو فلان ثم نقارن والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات فمن قلد ميتا فهو ميت ومن قلد حيا فهو معدوم
وقدكان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع وكانوا يطالبون العلماءوالخلفاءبالبيان ويوم صاربعض العلماءءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الأن أن تقليده هو الدين والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبارالمضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل ولا فهم الواقع وهذه كارثة عقلية ودينية وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد أو مكتب يعلوا فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذاأستنكرعلى بعض الإسلاميين- وهي لفظة جامعةلمن يرى الحل الإسلامي سواءكان صواباأومجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع -
-أن يكونوا مقلدين
التقليد مرفوض إسلاميا والمقلد لا دين له أما الاتباع الذي يسمى تقليدا لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر سواء للأمور الدينية أو الدنيويةفمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور
التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الاتباع، وسأضع بعض ما بصدري حيال الأمر
ولن نجد اختلافا أبدا بيننا إن شاء الله..
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية في الحياة، والأصول.. والمواقف
التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين..سياسيا ودينيا أيضا.. والأنكى
أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف
العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة
على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن
غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه
للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور
متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية
ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه!
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقل
عن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون أو عن الدعاة على أبواب جهنم والمبتدعة والملبسين
للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير والكاتمين للعلم وكلهم أصناف حذر منهم القرءان