معنى كنت سمعه الذي يسمع به

تدبر الحديث القدسي (("كنت سمعه".. "وبصره" .. "ويده" ..)) ستأخذ قلبا جديدا ونظرا جديدا.. عين مختلفة.. ونفس مختلفة.. وهذا سيجعل المشهد ليس فقط "عبد في مشكلة" بل سترى بنوره ألطافا ونفحات لم تبصرها من قبل، وستشعر بمذاق مختلف لكل شيء، وستقدر الزمان والفوز والخسران والأهداف وكافة الحسابات بميزان مختلف.. 

ولو أحسنت لن ترى المشهد شيئا يذكر، بل سترى المشهد فقط تجليات صفات رب جليل، وفقك لسجود العبد وتوبته.. وكل البقية ستأخذ حجمها وأهميتها الحقيقية.. 

لو أخلصت سترى محبة وتدبيرا يحفان بك فتسلم للمقادير بدرجة أعلى، وحين تبلغ المجهود من نفسك ستراه نعمة وستشفق ألا يقبل ولن تغتر، وستعيش لا حول ولا قوة إلا بالله.

اللَّهُمَّ ‌صَلِّ ‌عَلَى ‌مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ‌فِي ‌الْعَالَمِينَ ‌إِنَّكَ ‌حَمِيدٌ ‌مَجِيدٌ

#نداء_الوعيج٢ تدبر.

قالوا في معنى ((كنت سمعه.. "وبصره" .. "ويده" .))

((يوفقه الله تعالى في أعماله ، وأقواله ، وسمعه ، وبصره)) 

(( يتعبد لله كأنه يراه.. يرى معبودا جليلا كريما حفيظا ودودا.. ويمتثل هو عابدا مطيعا محبا متقرِّبا سائلا ومستعيذا بالكريم)) 

صلوات الله تعالى وبركاته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..ﷺ

قالوا في ذات المعنى 

((فإذا امتلأ القلب بالحب والإجلال زال منه كل تعلق بكل ما سوى الله ، ولم يبق للعبد تعلق بشيء من هواه . ولا إرادة إلا ما يريده منه ربه ومولاه ، فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره , ولا يتحرك إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع بالله وإن نظر نظر بالله ، أي بتوفيق الله له في هذه الأمور فلا يسمع إلا ما يحبه الله ، ولا يبصر إلا ما يرضي الله ، ولا يبطش بيده ، ولا يمشي برجله إلا فيما يرضي ربه ومولاه)) 

 

صلوات الله تعالى وبركاته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..ﷺ

#نداء_الوعي 

مناجاة ٣

لماذا نصبر

لماذا يصبر؟

قالوا

((لأنه يعلم أن لكل مصيبة ثوابا.)) 

(( لأنه يوقن أن ربه كريم لا يضيع عنده أجر المحسنين.)) 

((لأن فضيلة الصبر  ذكرت في القرآن في نيف وسبعين موضعا!)) 

((لأنه سبحانه أضاف أكثر الخيرات إلى الصبر..

 مثال: قوله تعالى (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) القصص: 54)) 

(( لأنه وطن نفسه على اليقين بحال هذه الدار وبالمقادير، ويرى مثقال الذرة مرعيا ووخز الشوكة مجزيا، ويرى حر الهم والغم بردا وسلاما هناك.. مطفئا لمعاصيه ومطهرا لماضيه ..

مثال:

"ذكر الوجع النفسي المعنوي والبدني ...

"بشيء من الخوف والجوع.. " سورة البقرة ...

 يعني سأختبرك بشيء.. قليل من الألم المؤقت في الدنيا.. أذى زائل عابر، لتشهد بحالك وبصفو نفسك مقاما جليلا قصر عنه عملك وخف عنه ميزانك"

حسن الخلق يا أخي

((. الظروف صعبة لا تضايق الناس وفر خشونتك لعدوك..)) 

((كن سهلا..

 كلمة حلوة أو صمت جميل! مع كظم مثاب عليه، تجاوز وكف نزغ الخبيث والشحناء ..))

 

 

((لا تقل (( لماذا ولا وكيف)) في سفاسف وعلى لبن مسكوب.))

 

((تأمل مديح الفرزدق الشاعر لسيدنا زين العابدين رضي الله عنه / "ما قال لا... إلا في تشهده"

 

يعني بحر كرم وسماحة معنوية وراحة، وليس كنز سخاء مادي فقط.)) 

 

((وصف سيدنا أنس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وعظمة أخلاقه في الوصف الشهير وبما معناه/

 لم يعاتبني أو يحرجني "لماذا فعلت لماذا تركت" ....

  هو صلى الله عليه وسلم يوجه ويعلم قبل وبعد، ويتغافل عما ليس بحد من حدود الله تعالى.))

 

.

(( تخيل كل هذا اللين واللطف رغم أن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم كانت صعبة داخليا ومعيشيا، ورغم أن ضغط السياسات الخارجية كان مخيفا كذلك ومثيرا ، لدرجة أن أحد الباحثين قال مرة أنه أحصى مائة وخمسين مرة كانت هناك مخاوف عملية وتوترات أتبعت بتصرفات للوقاية أو إجراءات ببعث هنا أو هناك ، يعني في المتوسط كل ثلاثين يوما هناك مكر يصوب إلى المدينة أو تتقيه ..)) 

((وتخيل أن هذا كله معه أهوال من حال الطابور الخلفي، وهو انتهازي متخف منافق حاقد متربص، ومسمم بتعليقاته وتآمراته وكل هذه السوءات ..))

((وتصور أنه كانت عليه صلى الله عليه وسلم مسؤوليات أخرى جسام ايضا؛ كالقضاء والتعليم والتربية وغيرها..

 ورغم هذا كان صلى الله عليه وسلم هينا سهلا مطاوعا مع أهل بيته وكل أحد يقصده ..))

(( تعلم من مدرسة الحلم والرقي، وابدأ ضبط النفس وضبط اللسان فنحن بحاجة إليهما.)) 

#نداء_الوعي

الوصول إلى الهداية

الصورة تتمة من القصيدة العظيمة للشيخ الحداد. (توفي 1132 هجرية..)

.. وما صلة هذا النور الروحاني بالوعي؟ 

  العقل - بالمفهوم الغربي والدارج - لا يستقل بالإدراك والاهتداء والوعي التام، بل لا غنى عن أمور بعد المدد العلوي والتوفيق.... منها الفطرة السوية التي غسلت وجددت وتطهرت ونفضت الغبار أو التي لم يلوث ميزانها ولا تذوقها المعنوي والمادي من الأول، ومنها إحساس معتدل ومشاعر حية ..

لماذا..

 لأننا وما حولنا أكبر من البيولوجيا والفيزياء، ومن ثم من خلق هذا كله تبارك وتعالى أكبر وأجل..

 لهذا لا تصل للحقيقة وتقبلها بالعنف والقدرة والرغبة الجامحة، بل بالأدب في التشوف..

ومن عدتك هناك قبس من الحكمة والحب والرحمة، مع بعد عن الكبر وترك الخضوع للهوى، وهذه كلها تربية مستمرة، وليست معرفة ذهنية مجردة.. والتربية صحبة عمر، وليست مرحلة أو فقرة أو مستوى. بل حتى وأنت في ذروة السنام تستقي منها..

#نداء_الوعي..

التصبر

 ((طلبوا قصة ليس للتلهي بل شوقا إلى التثبيت والتعلم. 

المواساة والثبات حين ترى من يشاركك نفس ظروفك أو من سبقك ومر بمثل حالك وظروفك، بل وأشد.. 

هذه من حكمة مصاحبته وتلاوته آناء الليل لكسر الأسوار المعنوية، ولتجاوز السطح إلى الحقيقة والجوهر والفقه.. لترك الانفرادي بمعناه الموجه إلى معايشة متواصلة مع المعنى الحق وعالم الغيب والحقيقة التاريخية والجوهرية والقادمة حتما.))

( أمامك الأسماء والعبر..

حالة فيها مظلمة لدى السلطات المفترية وفقدان الدعم من الزوج وسقوطه .. تذكر امرأة فرعون حيث يمثل لها السلطة المستبدة، وفي نفس الوقت يمثل الأسرة الجاحدة الصماء ..

وأما حالة الزوجة حين تفقد في الطريق وتغرق في لجج الفتن السوداء.. تذكر امرأة نوح وامراة لوط عليهما السلام.. 

#نداء_الوعي

((الشارات والأوسمة في كل الأمم لجنديها الباسل الذي يقول لقائده "ارم بي حيث شئت، أنا سهم في كنانتك.." 

وبالمثل فهناك أحوال يريد فيها مولاك الأعلى الأجل أن تبقى هنا قليلا رغم الصعاب والمكاره، أو أن تكون خطوة وقبسا سابقا بالإيمان وتقوم بمقتضى اليقين وشكر المعرفة والهدى، أن تصير نجما وسيدا... مجهولا أو معلوما كحمزة رضي الله عنه، ربما يراك من يصلون للفتح ولا تصل أنت لهذه المرحلة، بل تكون مثالا لمن بعدك وشاهدا ومشهودا، فتنال درجة معينة سامية من جزاء الصبر الجميل ولم تعجل لك كنوز من طيباتك في الدنيا، بل تدخر لخير منها، وهذا الامتثال مصداق سجودك وجوهر تسليمك ومعنى إسلامك)) 

((وقد قضى العليم أن هذه الدنيا فيها عسر ويسر، صفو وكدر، ألم ومتاع.. ومع المتصبر فيها نور وبرهان.. وأن الجنة فيها سرور صاف ونعيم تام. و لا ألم في الجنة ولا عناء ولا كدر، بل نعيم وشكر وحمد..))

 #نداء_الوعي 

النصيب و الرضا

((الله أعلى وأجل.

نور الله باق.

من كل ناحية: اطمئن..

"ما عليك هو:

 (أن تسأل الله من فضله سبحانه وتعالى.

وأن تجتهد في أداء الحق الذي عليك؛ وهو أن تطيع وتصبر)"

"الأفضل لك حقا سيصلك، وسيحدث!

الخير.. ولو كان ظاهره مرا وأوله مكروها، هذا ما دمت تحاول أن تحسن..

 أيام وتمضي. صبر ساعة. ساعة فساعة، وعساك أن تروى بمبشرات خلالها.." 

((ستجد عند الكريم خيرا مما قدمت أنت لنفسك من خير، بل وأعظم أجرا بلا شك، وستجزى إحسانا ومزيد هدى ورشدا وعونا وصيبا من الصبر ومددا..)) 

((لن تحاسب على نتيجة لم تردها، بل على إخلاص القصد وعلى إعدادك لعدتك ومحاولة الفعل واستعمال الوقت، وعلى استعمال النعم في معرفة الهداية عند كل مفترق، وفي الأخذ بالأسباب والمقدرات.))

مصمم اللوحة maziyusuf