المسلم الأعجمي الذي صمم هنا يبحث عن اللغة العربية باعتبارها أكثر روحانية وجمالا في حسه، لتشرفها بالقرآن، وباعتبارها عالمية كونية لا عنصرية، وحكمة ربك أعلى، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم حيث تكون اللغة المشتركة التي تصلح جسرا وقنطرة بين الألسن التي خلقها تعالى، وتصلح نبعا للمعاني، وكان اختيارا للتوحيد كالقبلة..
القرآن طبعا أكبر من كونه كتاب لغة ويعلم ذلك القريب والبعيد.. وهذا ينقلنا لحالة الباحثين عن معنى ووجود في أي ثقافة ودين وكرنفال! وفوق ظهورهم ما لم يحملوه ولم يفهموه ولم ينفقوا من كنوزه.
ترتبط الهوية واللغة بجزء في هوية المؤمن الأعجمي أكبر من الطين والضيق الإقليمي الذي لا يختاره، فمن الحمق التعصب وخاصة لشيء لم تصنعه..
وهي بهذا إضافة وتمييز ونقطة التقاء وليست محوا للتنوع..
ولدينا تطرف يتعصب ويستعلي ويحتقر ويظلم ويتحجر ويضيق ويرفض ما خلق الله له.. وتطرف ينبطح ويستخذي ويشعر بالضآلة فيكتب بغير لغته هزيمة وجهلا ويقلد كالتافه وينبهر بما لا يبهر كالفارغ أو هو كذاك.
أنا و هو و نحن والهوية = النتاج الحضاري للأمّة الإسلاميّة، بمختلفِ مكوناتها، وأقطارها ولغاتها.
والرابط الأعلى هو الإيمان والعقيدة والشعائر وصبغة الله لكل ثقافة مباحة، وهذا القدر من المُشتركات في تكوين الهوية الإسلامية مقوم من مقوماتها، ويتنوع الناس بعد، ويتمايزون.. بالتقى وفي الدنيا بسماتهم.. ولا فخر إلا للأحمق.. التقي أعلى وهو متواضع هين لين كريم!