الأحد، 18 أكتوبر 2015


, عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه , قَالَ:
" كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ،

يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ , وَيَنْشَأُ فِيهَا الصَّغِيرُ ,

تَجْرِي عَلَى النَّاسِ تَتَخِذُونَهَا سُنَّةً ,

إِذَا غُيِّرَتْ قِيلَ: هَذَا مُنْكَرٌ"

هذا الأثر ذكره الإمام الشاطبي في الاعتصام،  وأخرجه ابن وضاح، وصححه الذهبي، ورواه كذلك ابن أبي شيبة والدارمي والبيهقي والشاشي وابن معمر في جامعه رحمهم الله جميعا ورضي عنهم.

  .... ألا تشبه أشياء كثيرة متفشية ومنتشرة،  كالدينوقراطية، صاروا يسوونها بالشورى تحت راية الإسلام والتوحيد والسنة! ..
ويعتبرونها طريقا للشورى يوما ما! بعد الاعتراف المتبادل والتنازلات والمداهنات والتحريف والتبديل!
وبإشراف واعتراف دوليين يتسولونهما كل مرة ،  وبعد رأس الصبر فوق السراب القائد...

وكأن من يعترض على الكفتوقراطية يؤيد الديكتاتورية! وهؤلاء أسرى المصطلحين... صندوق أمريكا  .. كأنهم لقطاء تاريخيا أو سقطوا من كوكب مجهول لم ير مرجعيته نظريا، ولم ير حرية واستقلالية الصحابة عمليا وضوابطها وحكمتها،  ولا رأى سبيل الأنبياء والمرسلين تاريخيا... صلوات الله وسلامه عليهم ولا رأى سبل الراشدين الملهمين،  الذين بينوا السبل ما بين معتزل ومقيم حجة ومهاجر ومجاهد ومعاهد، ولم يعبث أحدهم - وحاشاهم - بالركون والتولي والمداهنة والتحاكم،  ولم يسم شيئا منها بغير اسمه ليبتلعه،  ولم يحرف معنى الإيمان لجعله بعيدا عن الأعراف الدولية والمحلية وعن نظام تداول السلطة بين المناهج،  ولم يختزل معنى العبودية والتوحيد ونواقض الملة ليمر من شرايين حضارتهم المتوحشة كمعتدل منزلق.

وهؤلاء باتوا ينتقدون مجرد سياق ومجرد الإشراف على الديمورقاطية  التي سكروا منها ألف مرة ولم يتوبوا! واغتصبوا بها ولم يروا بأسا،  وذاب غيرهم فيها وضاع من دينه ما ضاع،  ودنياه تنزف ويمسك بتلابيبها بقرابين من دينه ليتركوه يمر...

ولا زالوا يبشرون بها في علمنة عملية ونظرية ملتوية،  بعد كل ما رأوا وسمعوا وذاقوا،  كأن الخطأ في تطبيقها فقط، وليس في فكرتها المادية اللادينية النسبية أو الكمية، وكأنه لا تعارض مع حقيقتها ومفهومها منذ تم استيرادها كما هو معروف عرفا،  وكأنها نمط للحياة لا بديل له في ديننا ولا مخالف له،  وكأنها ستقوض نفسها بوسائلها! انظر الرومانسية اللامنطقية.... وبحراب رعاتها الرسميين عالميا وبفلسفتها! وبمجتمعات يتعسفون في التدرج معها حتى نبذوا العقيدة والمحكمات جمعاء ليرضوها وتدسسوا لها واستجدوا منها وتاجروا بلافتات عليها ...

والمكابرة في طحن المطحون وتضييع الوقت تشبه المثل: "صاحب الملوحة كل البرص" وهي قصة عن بائع سمك مملح أكل برصا (وزغا زاحفا) لأن المشتري وجده مع السمك، وشكك  في نظافة بضاعته، فأثبت له أنه صالح للأكل لكيلا يخسر بضاعته...

وهي لم تصر سنة بمعنى نافلة، بل جعلوها واجبا في ملتهم....
"لقد أعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق