ما داموا لا يفهمونها بالعقيدة والتوحيد والملة، فليفهموها بالعلوم اللادينية ،
اسمها عند بعض الخبراء المحترمين هو الدولة غير المنظورة، غير المشاهدة، غير المرئية..  وليس الدولة العميقة...ولا الخفية! ..  وكذلك لا هي تحتية ولا  deep ولا infra...ولا صلة لها بالتكلس البيروقراطي والتراتب المهني ..
وهي إفرازات مؤسسات رسمية قديمة، عصابية المنطلقات والرؤية ، رباعية المناصب الموازية مع أخطبوط المال والقوة المباشرة والاتصالات الخارجية والداخلية ...
وهي دين بمفهوم الإسلام واللغة للدين.. هي تصور وهوية ونظام حياة ومنهاج لتسيير الأمور كافة ولتقييم الأديان نفسها .. .ولهذا السبب-لمكوناتها وصبغتها - فتغييرها لم يحدث  لكونه لم يمس كيانها أصلا،  لا بالقدر ولا بالثمن المطلوب، ولا حتى بمكاشفة وشفافية شاملة محرجة وبصمة واضحة ،  ولا حتى بحوار يلقي في القمامة بكل الملهيات والألعاب الانتقالية، والرموز والشواغل العبثية، ويلغي جذريا وجودها وفكرها وفلسفتها وليس فقط عقدها الاجتماعي، بل نظرتها للعقود ولمسار الأمور وتوازن القوى ودور البشر، حتى مجرد حوار وبيان يتحمل تبعات ذلك دينيا ودنيويا وماديا ومعنويا،  ويحترم الناس ولا يغرر بالمجتمع ويلهيه ، ليعقد هو صفقات ويتفاوض بعد أن أقسم ألا تفاوض ، وهي دويلة متكاملة بمجتمعها، وهي تنحني وتتجمد، ويمكن استبدالها، ولا يمكن تحويلها وتعديلها، لكونها ليست على نسق واحد، لا بالمنطق ولا بالشدة، ولا هي مترابطة داخليا فقط ولا موحدة النوازع.. النماذج التي تفاهمت معها في كل البلدان تركت هي قناعتها وتوظفت بسقف معلوم.