عندما تزداد الظروف العامة توترا وتضيق الأحوال الاقتصادية والمعيشية تظهر مكنونات النفوس أكثر ..
وعندما تنصهر النفوس في المحن والفتن وحتى في الظروف الجوية العصيبة تظهر معادنها..
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى))؛
رواه البخاري..
*الإسلام كل متكامل، يصون بعضه بعضا في قلب صاحبه..
* لا تنفك الأخلاق عن الإيمان،
* من لا خلاق ولا أخلاق له هو أول الناس بعدا عن الرحمة، لأنه لا يعفو ولا يسمح ولا يتجاوز ولا يرحم، ولو في أبسط المعاملات.. ،
ومن تلبس بالشح والقسوة هو أول الناس بعدا عن الإيمان فيما بعد- إذا كان من أهله أصلا- بعدا عن حقيقة الإيمان أو عن حكمه ..
فالشحيح الصلف القاسي عادة يكون أشدهم تفلتا من الإيمان عند أول إغراء أو ضغط...يشتري عرض الدنيا، ويبيع دينه، ويعبد على حرف،
لا يطمئن إلا لاحتضان المال ، فإن أصابته فتنة عظمت في عينه وقلبه حسرته، فانقلب على وجهه،
وهو أولهم إعراضا عن تعلم الإيمان وعن تعلم القرآن، إلا لمصلحة من تقدير ذاتي وتبجيل لنفسه،
أو لمصلحة مادية تطاله..
لهذا فتهذيب النفس البشرية ليس مرحلة متقدمة تؤجل، بل هو هام، ومتواز مع غيره.. ، لئلا تؤثر خيارات الشح في الاهتمام بالطريق، وتسبب الإعراض عن العلم والعمل، وتؤدي إلى التسويف لصالح تكميل حاجيات الدنيا ..، وإلى الاعتذار للنفس دوما بأنها ستنفق من صحتها وعمرها ومقدراتها المحدودة.. ودوما يراها البخيل محدودة…!
ولئلا يقود الشح النفس ويوجهها فيما يحب صاحبها وليس فيما يطلب منه وينبغي عليه.. ،
ولئلا تؤثر خيارات الشح في اختيار الدرب أو في الثبات عليه، أو تسبب نزع البركة ومنع تنزل الرحمة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق