سيدي عَبْدُ الله بنُ سَبْرَةَ الجُرَشِيّ، خرج إلى أرض الروم، وبارز ( أرطبون الروم )، فقطع العلج يده اليمنى، لكنه تعلّق به وصرعه، وعرض ذلك المشهد المهيب :
يُمنى يَدَيَّ غدت مفارقةً ..
لم أستطعْ يومَ (فِلطاسٍ ) لها تَبَعا
وما ضنَنْتُ عليها أن أُصاحبُها ..
لقد حَرَصْتُ على أن نستريح َ معا
وقائلٍ غابَ عن شأني وقائلةٍ ..
هلاّ اجتنبت عدوَّ اللهِ إذ صُرِعا
وكيف أَتركهُ يسعى بِمُنصُلِهِ ..
نحوي وأَعجزُ عنه بعدما وقعا
يمشي إلى مستميتٍ مثلِهِ بطلٍ ..
حتى إذا أَمْكَنا سيفيهما امْتَصَعا
حاسَيْتُهُ الموتَ حتى اشتَفَّ آخرهُ ..
فما استكانَ لما لاقى ولا جَزَعا
فإن يكنْ أرطبونُ الرّومِ قطَّعها ..
فقد تركتُ بها أوصالَهُ قِطَعاً
وإن يكنْ ( أرطبونُ الرّومِ ) أفسدَها ..
فإن فيها بحمدِ اللهِ مُنتفعا
… الله أكبر…
أرزاق ..لصاحبها، ولمن فهموا رسالته عبر القرون إذا صدقوا ..
يا من تحفظون البلاغة والتذوق والإحساس بالمدارس كأنها الجدول الدوري !
ومن ثم تحرمون تدبر الكتاب العربي المبين.. العتب على الطرفين، المعلم والمتعلم، فنحن في عصر تكافؤ الفرص وتيسر السبل..
هذا لون من الشعر سموه :
رثاء أعضاء البدن !
وأراه -هنا - أعمق بكثير من هذه اللفظة.. أعمق من الرثاء.. ومن هذا الاختزال كله.. وفيه إنصاف وإيمان عجيبان..
#اللغة تربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق