التهاون بالأرواح وبالكرامة الإنسانية وقسوة القلوب هما أقل شيء في المشهد ،
والمشهد متكرر، سواء كان قتلا عمدا أو احتقارا لحياتهم،
وكل الحوادث ذات الإهمال الفظيع والاستهانة بالأرواح يستوي فيها القصد وعدمه كغرق العبارة وخنق ثلاثين من البشر بسيارة الترحيلات ، والآية الكريمة التي تحدثنا عن الحياة في القصاص قد طبقت عمليا، فالعكس قد حصل.. حدث الموت وتكرر الموت وكان لنا الموت في عدم القصاص وغيابه،
فمع التفريط في أول حق تجرأ المعتدون ولم يرتدعوا وتعاملوا بلا اكتراث مع الأنفس والأبناء ..وحتى لو وضع العفو في حالات الخطأ وفي المعارك فهو عفو بعد المقدرة الحقيقية، عفو يقرره أهل القتيل مثلا، ويرى القاتل نفسه أمام السيف، ويراه الناس معلقا بين خصمه وبين يدي أولياء الدم، وهذا كاف في ارتداع بعضهم.. ولأجل بعضهم الآخر ممن لا يرتدع ولا يرعوي ولا يتعط لم يكن العفو واجبا دوما بل هو فضل ومستحب حسب الحال.. ،
فلا تصلح الدنيا بلا حدود وبلا عقاب بل تنهار مع مثالية الصفح مع الحثالة، ويظل الأطفال يموتون وتزهق نفوسهم بطريقة غاندي تلك..فكيف وهؤلاء لم يحتجوا ولا ينتمون للصراع أساسا… ومن يموت من الكبار في ساحات الوغى لا يعد كمن يموت في تجربة تكرر فشلها، وقد يصل الاحتقان إلى حالة عشوائية .. وبهذا الحال نحن لا زلنا ذاهبين إلى المجهول محليا، ومقدمون على ما هو أصعب بكثير إقليميا والله أعلم.. ولا ندري أثره محليا وسط هذا الجو المشحون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق