أحقر شياطين بمصر ليسوا القتلة ذوي الكتافات والنياشين، والذين يصفون الخراطيش على صدور بذلاتهم لتعميرها لثقب قلوب الفتيات،
بل الصحفيين والإعلاميين والكتاب والضيوف المشاهير والشيوخ الذين يسوغون ويبررون ويحللون ذلك، مدحا أو اضطرارا ، يليهم في الجرم الذين ينخذلون ويخرسون ويشحون ويضنون بحياتهم وبيوتهم منهم عن أي موقف مشرف عظيم، ويفسحون الطريق منحنين للمفترين، مكتفين بما لا يعد واجب الوقت في شيء ، فيهدم مفهوم الدين ويشوه مضمونه ، ويميع أصله وحدوده ومعالمه، ويترك الجور ليقوض العدل كله دركة دركة، وفي جلساتهم الخاصة ولولة كالندابات والنائحات، وتختفي حرارة الفداء والبطولة من وعي الناس وثقافتهم وفكرتهم عن الدين وعن القيم وعن معايير الصواب ، كله لصالح استسلام الأبدان والأنفس للطغاة، وتختفي كلمة المبادئ والشرف ، وتزهق الأرواح البريئة وينتشر الجهل والفقر والمرض والذل والتبعية أكثر فأكثر، دون تقديم قدوة في التضحية والصدع والإنكار ، ودون تقديم رمز للنضال والصبر وقول كلمة الحق ودفع ثمنها.. دون عرقلة ودون محاولة عرقلة.. والاكتفاء بالذات والانكفاء عليها.. يليهم الذين يقدمون حلولا وهمية استهلاكية معيبة، وبدائل مجربة شربت من كأس الغرر حتى الثمالة ، ويقدمون سبلا ملتوية عبثية مذبدبة، ونتائج منخورة مبتسرة ملوثة، ويدهنون طلاء زائفا على الحائط بدل تغييره.
الأحد، 25 يناير 2015
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق