حين قال عمر رضي الله عنه (ولم نعطي الدنية في ديننا)، أي: لم نرد من استجار بنا من المسلمين إلى المشركين."
كما بين ابن بطال في شرحه"
وقد قال له الصديق رضي الله عنهما:
" إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فو الله إنه على الحق"
وفي رواية ابن اسحاق:
" الزم غرزه فإنه رسول الله , قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله "
صلى الله عليه وسلم.
وكان رد أبي بكر رضي الله عنه ووعظه هذا من عوامل التثبيت له،
فغيرة عمر وحماسه وضيقه ساعتها كانا كبقية الصحابة رضوان الله عليهم، حيث لم يقم أحد للتحلل والحلق والنحر لأول وهلة، ثم " قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ..."
لكنه زاد على ذلك أنه تكلم وقال ذلك، وقيل أنه اجتهد وأخطأ ... وهو بهذا مأجور رضي الله عنه وقيل بل كان الخطأ محضا - ككل بني آدم عليه السلام، وهو ليس بمعصوم رضي الله عنه ،
وقد قال (فعملت لذلك أعمالا)،
قال الحافظ ابن حجر:" المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء،
وقد ورد عن عمر - رضي الله عنه - التصريح بمراده بقوله: أعمالا،
ففي رواية ابن إسحاق وكان عمر- رضي الله عنه- يقول:
(ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به)،
وعند الواقدي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: عمر- رضي الله عنه- لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا وصمت دهرا" فتح الباري (5/346)
والتوبة تمحو الخطيئة ..
وكان الدرس الأول للصحابة جميعا -ولنا بعدهم -من صلح الحديبية هو وجوب طاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والانقياد لأمره، وإن خالف ذلك حسابات الأرض وهوى النفس.
ورحم الله أبا حفص عمر :
"جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها..
فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها.."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق