تغريدات للتذكير ، لطلاب العلم الكرام:
كما أن هناك خذلانا وخيانات مادية عبر التاريخ، فهناك خيانات فكرية كذلك،
هناك نماذج ومنهجيات تفسيرية تطعن في الظهر بالخلخلة والمكر، أيا كانت الدوافع لذلك، ضلالا وتيها أو جبنا أو أكلا بالباطل..
زعزعة الثوابت وتفريغ المحكمات من مضمونها أمور باطلة، ليست مجرّد اجتهادات ولا وجهات نظر،
خلال التاريخ وبامتداد الجغرافيا ولاحتواء المستقبل كانت هناك ذراع فكرية خبيثة تنهش فينا، ولا زالت..
صنف متأرجح... المهرولون والمنافقون و… .... وكل الأبواق التي تلبس ثوب الخير والعلم والنظر، على أبدان الالتواء،
الذين يحللون الركود ويطمسون المفاهيم والتعريفات لصالح عصرنة الأصول وتوافقها وتلطيفها… ،
الذين يجمدون المناعة الذاتية للملة، بهدم الدلالات الخالدة للكلمات، وبالتشكيك في قدسية المعاني الدينية، هؤلاء يخلخلون جوهر الملة- حتى نظريا-بالاختزال لحقيقتها وبالتغيير لمدلولها..
دوما وعبر كل محاولات الإحياء والمقاومات والتصحيح، وعبر كل تجارب النهوض بالأمة وتقدمها نحو ما ضيعته كانت هناك خيانات مادية وخيانات ونذالات أخرى فكرية كالسوس،
كان بعض هذه الخيانات العلقمية بلافتة واضحة، لافتة شركية وزندقة ظاهرة علنية، وبعضها ماكر يقوض من الداخل، ويؤول باحتراف ليصل للتحريف في ثوب الثبات...،
تبدأ زحزحة المفاهيم بالانتقائية والتدليس، سواء عقديا أو علميا ومعرفياً وتربويا وثقافيا….
كلها أمور لا تقل جبنا وجرما وأذى عن الجاسوسية وعن كشف الظهور، فنتيجتها الاستباحة والذوبان للدين والأرواح والمقدرات شيئا فشيئا …
البلبلة العقدية والتفسيرية للدين وللحياة، ودعم التغييب وشحن رفاهية التردد في وقت الحرج… في الوقت الفارق الذي لا يحتمل اهتزازا ولا جمودا في الفهم والإرادة… كل هذا خيانة.. كالتبديل سواء بسواء ..
لم تعد قضية التصدر لمن لا يصلح فقط، ولا مسألة تقديس التقليد الأعمى والتبعية الحمقاء، والتشجيع على عدم التعلم والتنقيب والتفكير، بل هو التغرير والتضليل والاحتواء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق