فصول:
*تصحيح المسار يتطلب تجاوز مرحلة الإنكار، أي أنه يتطلب الاعتراف بالمشكلة الحقيقية، ويتطلب بيان أسباب الإخفاق،
وليس المطلوب مجرد الإقرار بأعراض الفشل فقط..
* التصحيح الداخلي يتطلب انفتاحا خارجيا! على الإبداع والتجربة،
لكنه انفتاح بعين ناقد بصير، ذو أفق واسع، وذو دراية بخصوصيته وذو خبرة بالمآلات، والتعبير بالفرد هنا يعني العقل الجمعي أو النخبوي أو الطرح على الملأ فليس هناك مجالس إكليروسية لدينا ...
• السابق متصل بالمرونة، وهي تعني القدرة على استيعاب التغيرات والاستمرار بكفاءة رغم هذه التغيرات، والمرونة حرفة لا يتقنها المتكلسون، من الديناصورات الكبيرة أو الحمير الصغيرة...مع الاعتذار لكن الأمر أكبر من ذلك.
الفارق بين المرونة والانحراف والمداهنة يبدأ عندما تتجاوز بممارستك أو بمسارك حدود هويتك وتعريفك، وعندما تتخطى بأدبياتك ومواقفك عتبات تصورك الأصلي!
وينتهي الفارق لمنتهاه عندما تعمل بهوية مختلفة ولو تحت ذات اللافتة... سواء بمواقف إيجابية أو باللاموقف، أو بمواقف سلبية...فعلا وتركا وقولا وصمتا، بل وشعورا وحسا، وحين تصبح أفراخك مبرمجة ..
*مع ملاحظة أن عدم القدرة على الخروج عن الثنائيات عمليا، والعجز عن فهم الحلول التطبيقية، والعجز عن استيعاب وتقبل الأثمان، كل هذا معناه مأساة منهجية، وأحيانا هي مشكلة علمية وعقلية-آلية الاستنباط والطرح والتقرير- وهي بلا شك مشكلة تعليمية وتثقيفية في قدر منها، وغالبا يكون لهذه المشكلة جذور تربوية وجذور نشأة عميقة غير الجذور المعرفية والإدارية.
• المرونة لا تتأتى لمن لا يرتكز على التعلم المستمر والتطور والانفتاح والحوار العلني والمحاسبة التعليمية التقيمية التقويمية لا العقابية، مهما تجاوزت الخصوصيات المؤسسية، فضرر الانغلاق وعدم التقييم العلني أشد من ضرر كشف أي حساسيات ..
*المرونة لا تعني فلسفة التملص ولا تقاس بعدم التعرض للمشكلات وإلا صارت مشكلة التواء بذاتها، وصارت سببا للضعف الفكري والمادي ولفقدان المناعة عامة...، لكنها تعني التأقلم مع التغيرات العملية الحتمية التي لا مفر منها، مع الحفاظ على الذات والغايات الثابتة والمرجعية المحكمة التي هي ركن من جوهر الماهية، إلا عند الماديين اللادينين وشياطين النسبية وأهل الشك والريب.
إذا لم توجد هذه الأدوات فقد جرت السنن على التآكل والذوبان أو التحنط، ولا معنى عندها للكيانات الفولكلورية العابرة أو المعلقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق